روى الدكتور ماجد المنيف شقيق الراحل الدكتور إبراهيم بن عبد الله المنيف، قصة رحيل والدتهم عليهم وعلى إبراهيم المنيف بصفة خاصة، وكان ذلك عام 1986.
وأضاف ماجد المنيف، لبرنامج "الراحل"، على قناة "روتانا خليجية"، كان إبراهيم حينها في مرحلة انتقال من شركة سكيكو إلى القطاع الخاص، وفوجئنا بوفاة الوالدة رحمها الله، وكان ذلك بمثابة صدمة بالنسبة له ولنا جميعاً، لأن الوالدة هي التي رعتنا خلال غياب لوالد سعيا وراء الرزق، فكان وفاة الوالدة بالنسبة لنا خسارة كبيرة.
وتابع "بعد وفاة الوالدة بأشهر قليلة، اتصل بي إبراهيم المنيف وبشقيقاتي جميعهن ودعاهن إلى منزله، وقال لا نعلم ماذا يخبئ القدر فيجب أن نوثق وجودنا كأشقاء مع الوالد بصورة واحدة لنا كلنا تكون في منزل كل واحد منا، فكانت هذه بادرة وكلنا لا يزال لدينا هذه الصورة لكل أفراد العائلة بدون الوالدة لأنها توفيت وليس لدينا صورة مع الوالدة، فكان المنيف يشعر بالضيق لأنه ليس لديه صورة للوالدة.
يذكر أن المملكة ودعت الراحل إبراهيم المنيف في إبريل من عام 2014 ميلادية، ويعد الراحل أحد أبرز القيادات الحكومية السعودية في قطاع الإدارة التنفيذية وصاحب المبادرات والإنجازات اللافتة، والذي ترك مسيرة عملية امتدت نصف قرن، حقق خلالها إنجازات سجلت باسمه مع كوكبة من العاملين معه في القطاعات المختلفة التي تولى إدارتها.
يعد المنيف المبتكر والمحرض والمحفز والمحرك لكثير من الإجراءات التنفيذية الحكومية، لعل أبرزها تجهيز وإعداد وترتيب وتنظيم أول مكتبة إدارية متخصصة في الوطن العربي بمعهد الإدارة العامة، وتجهيز وإعداد أول فرع لمعهد الإدارة في جدة من خلال تشييد وترميم أقدم مبنى إسمنتي معروف جرى إنشاؤه عام 1936، وتحويله فرعا لمعهد الإدارة العامة، إلى جانب تنظيم وتفعيل الإقراض السكني والاستثماري وإعداد آليات منح القروض حسب الترقيم الأولوي بكل عدالة قائمة حتى الآن بصندوق التنمية العقارية، وتفعيل وتنفيذ الأمر بمنح خصم 20% للمقترضين لبناء مساكنهم الخاصة، وعشرة في المائة إضافية لمن يسدد كامل القرض.
كما أنجز الراحل إعادة 660 مليون ريال بفعل تقنية الحاسب الآلي (برمجة الكومبيوتر) لمن حصل على أكثر من قرض سكني واحد، فلم يكن ممكنا إطلاقا اكتشاف ذلك إلا بوجود هذه التقنية التي أدخلها لأول مرة، ويستخدم الآن للرقابة على عدم حصول أي مستفيد على أكثر من قرض، كما سجل للراحل أنه حول 340 مليون ريال إيرادات إلى وزارة المالية نتيجة تشغيل أرصدة صندوق التنمية العقارية، بإقراض البنوك المسعودة حديثا في عام 1979.
الراحل حقق أيضا أول عملية دمج لما يزيد على 40 شركة كهرباء، وتوحيد الجهود في شركة واحدة، وتنظيم قطاع الكهرباء بإنشاء أول مركز تدريب، وابتكار العقد الموحد، وتسديد فاتورة الكهرباء بالبنوك، وتحويل رواتب العاملين إلى البنوك لأول مرة في العالم العربي، وابتكار وإنشاء أول صندوق تعاوني لموظف الكهرباء المستمر حتى الآن، بالإضافة إلى صرف 500 مليون ريال من الصندوق والمدفوع ذاتياً من العاملين في الكهرباء بالمنطقة الوسطى، قروضاً وإعانات وهدايا وضيافات، ومباني خاصة لنادي الكهرباء.
ومن إنجازات الراحل أيضا إصدار مجلة "المدير" التي تعد أول مجلة عربية متخصصة في تعليم المديرين، وتفعيل وتنشيط وإحياء أول ترخيص تعديني للقطاع الخاص، وتوقيع وبدء إنتاجه بمعادن الذهب والفضة والنحاس والزنك.