مملكة العطاء تواصل مد يد العون للعالم.. أبعاد إنسانية لجهود الإجلاء السعودية في السودان

مجندة تحمل طفلا من أبناء الرعايا الذين تم إجلاؤهم
مجندة تحمل طفلا من أبناء الرعايا الذين تم إجلاؤهم

لم تكن المكانة العالمية للدول ذات يوم محض مصادفة؛ بقدر ما تأتي اتساقا مع جهود دورية تتم على مستوى اللحظة؛ وتسجلها شهادات العالم أجمع وذلك ما ترجمه الدور السعودي الفاعل في إجلاء رعايا مختلف الدول من جمهورية السودان عقب الأحداث الأخيرة التي ألمت بذلك البلد الشقيق.

ومنذ اليوم الأول لأحداث السودان كانت قراءة المملكة سريعة للأحداث فبادرت بإجلاء رعاياها على وجه السرعة لكن إنسانية القرارات التي تدير بها المملكة التعامل مع مثل تلك الأحداث لم تفرق بين سعودي وغير سعودي؛ فأعلنت وزارة الخارجية على الفور، ترتيب إجلاء المواطنين السعوديين وعدد من رعايا الدول الشقيقة والصديقة من جمهورية السودان إلى المملكة، وفق توجيهات القيادة.

برحابة صدر وحماس بطولي تلقت وزارة الدفاع وضباط وأفراد ومنسوبو القوات البحرية الملكية وبقية الجهات ذات الصلة في المملكة التعليمات، وبدأ التنفيذ على نحو عال من الدقة والانضباط بآليات محكمة أذهلت دول العالم كافة، وبدا واضحًا في ردود أفعال الرعايا الأجانب الذين تم إجلاؤهم أن ثمة إنجاز إنساني تحقق على أعلى المستويات ووثقته شهادة أصحاب الشأن أنفسهم.

تعكس إجراءات الإجلاء التي باشرتها المملكة على النحو المشار إليه قدرة وكفاءة الجندي السعودي بما يسند إليه من مهام بل وبطريقة تؤكد احترافية عسكرية فريدة في التعامل مع الأزمات وسرعة احتواء المواقف الطارئة بالتوازي مع جوهر أخلاقي عكس الصورة الإنسانية الفريدة التي يتحلى بها المقاتل السعودي مهما كانت التحديات والصعوبات التي تواجهه في الميدان.

لم تعد الكفاءة في تقييم قدرات الجيوش وبطولة جنودها مبنية على الجانب القتالي فقط؛ فها هي قدرات المقاتل السعودي تترجم معدنها الإسلامي العروبي المتأصل في ثقافة بلاده والتي تترجمها المملكة قيادة وشعبا في مد يد العون إلى شعوب العالم كافة دون تفريق بين عربي وغير عربي؛ وذلك اعتدادًا بقيمة ترسِّخُها المملكة مفادها «الإنسان أولاً»، وظهر ذلك واضحًا في أسلوب المعاملة الراقية للرعايا الذين تم إجلاؤهم.

تؤكد عمليات الإجلاء التي باشرتها المملكة على النحو الذي تمت به أن صناعة القرار في ذلك البلد مؤسسة على «خطط تقدير موقف»، وإجراءات استباقية تدير الأزمات وفق آلية تقوم على قدرات فائقة على الأفعال سريعة التنفيذ شديدة الأثر، وليس بناءً على آليات ردود الفعل التي لا تحتملها مثل هذه الأحداث، كما تبرهن تلك العمليات على مهارة تقدير عامل الوقت في اتخاذ القرارات في المملكة.

عوامل الانضباط والكفاءة العالية في تنفيذ عمليات إجلاء رعايا الدول الصديقة والشقيقة عكست أيضا مرونة تنفيذ القرارات في توقيت لم يعد للروتين فيه وجود؛ حيث تمت مباشرة الإجراءات المطلوبة للإجلاء في دقائق معدودات بطريقة روعي فيها البعد الإنساني والظرف الدقيق الذي عاشه الرعايا الذين تم إجلاؤهم بعد معاناة طالتهم لأسباب لا ذنب لهم فيها بعد أن أصبحوا في حيرة من أمرهم حيال الأحداث المفاجئة التي وقعت في بلد لا قدرة لهم فيه على التصرف.

التنسيق العالي أيضا كان إطارًا سائدًا في تنفيذ عمليات الإجلاء التي باشرتها المملكة في إطار حالة تناغم بين الجهات كافة والتي بدت يدا واحدة لتنفيذ القرارات الشاملة والتفصيلية أثناء مباشرة المهام، ودون أي مظهر لتعطيل المهمات الخاصة التي تولاها رجال قدموا نموذجًا يُحتذى في الإنسانية والرقي والتحضر في علم إدارة الأزمات، وليس أدل على ذلك من شهادات قادة الدول التي تم إجلاء رعاياها .. تلك الدول التي لم تكتف بشكر المملكة وإنما وثقت جهودها الإنسانية النبيلة في مثل تلك المواقف.

إن رجال بلاد الحرمين الشريفين الذين اعتادوا مباشرة تنظيم الحج وتفويج الحجيج سنويا وتوفير أقصى درجات الراحة لضيوف الرحمن هم ذاتهم الرجال الذين امتدت أياديهم تربت على كتف مسن وتحمل كبيرًا وتحتضن طفلا من الرعايا الذين تم إجلاؤهم وما شهادة وسائل الإعلام العربية والأجنبية بحق المملكة عن المنصفين ببعيد، وهكذا تجدد الرياض مفاهيم العطاء والقدرة على تنفيذ الخطط الاستباقية في التعامل مع أي طارئ وفي مواجهة أي أزمة، ليس فقط بشأن أبناء البلد ولكن بعطاء شمل مختلف جنسيات العالم بغض النظر عن الأعراق والديانات في مشاهد توثق إنسانية مملكة العطاء في أسمى معانيها.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa