«نورة ذكية ودائمًا ما كانت ترسم الفرحة على وجوهنا».. بهذه الجملة، عبّر سلمان محمد آل زبنه والد الطفلة نورة، التي ذهبت ضحية دهس معدة، أثناء تنفيذ إزالة تعديات في محافظة الحرجة جنوب منطقة عسير.
وفي حديث والدها لـ«العربية» قال: «نورة من أفضل بناتي.. متفوقة في دراستها، وكانت تدرس ضمن حلقة حفظ القرآن.. متميزة وذكية، فهي دائمًا ما ترسم الفرحة علينا».
وبصوت يغلبه الحزن، قال الأب: «الحمد لله على قضاء الله وقدره.. لا يمكنني أن أصف مشاعري تجاهها.. كانت تتمتع بعقل راجح رغم صغر سنها، الذي لم يتعد الـ 9 أعوام».
وبينما لم تتمكن والدتها من الحديث عن فاجعة طفلتها، روى الأب لحظات رؤية ابنته تحت عجلات «الشيول» قائلًا: «الفاجعة أكبر من الكلام، والقهر أكبر من أي مشاعر، حتى إنني لم أستطع الوصول إليها وهي تحت العجلات؛ خوفًا ألا أتمالك نفسي وأسقط مغشيًا عليّ، فقط كنت أنظر إليها من بعيد وأبكي، ومن كانوا معي هم من قاموا بحملها.. وبعد الحادث، انتقلت مع أبنائي الـ10 إلى منزل والدتي بالحرجة.
وعن الحادث قال: «جاءتنا لجنة التعديات، وطلبت منا الإخلاء في الحال؛ دون أن تمهلنا فرصة تجميع أغراضنا، وقامت بهدم الحوش الذي كنا نسكن فيه، وبعد أن ركبنا السيارة وتفقدنا الأبناء، وجدنا أن نورة لم تكن موجودة، فقمت بإبلاغ الشرطة عن فقد ابنتي، وعدنا للموقع لنجدها تحت عجلات الشيول، الذي كان يقوم بالهدم، وسط ذهول جميع الموجودين من اللجنة المعنية المشكلة من الشرطة والمحافظة والبلدية».
وتابع الأب روايته، قائلًا: إلى الآن نورة ما زالت موجودة بثلاجة الموتى لحين الانتهاء من التحقيق، ونحن راضون بقضاء الله وقدره، وحكومتنا الرشيدة ستأخذ حقنا من المتسبب».
يُشار إلى أن النائب العام سعود المعجب، أصدر توجيهه بمباشرة إجراءات التحقيق؛ بشأن ملابسات وفاة الطفلة نورة أثناء تنفيذ إزالة التعديات في محافظة الحرجة جنوب منطقة عسير، والوقوف على ملابسات وتداعيات تلك الواقعة، وإجراء الكشف الطبي على الجثمان من قبل الطب الشرعي لتحديد سبب الوفاة.
اقرأ أيضًا:
