نشرت قناة الـ ABC News الأمريكية تقريرًا مفصلًا عن المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، والذي قضى جزءًا من عمره في العمليات الأكثر تعقيدًا في العالم، وهي فصل التوائم الملتصقة.
«أجرى 48 عملية فصل للتوائم ولا يوجد جراح أجرى هذا العدد من العمليات (..) يقود برنامجًا لفصل التوائم الملتصقة الذين يولدون لعائلات فقيرة من جميع أنحاء العالم»، هكذا سلط التقرير الأمريكي الضوء على الدكتور الربيعة.
وعن المرضى الذين أتوا من 21 دولة، يقول الربيعة للقناة الأمريكية: «هذه العمليات لا علاقة لها بالجغرافيا أو الدين أو السياسة، إنها تستند إلى العلم والإنسانية».
ويتلقى برنامج الربيعة لفصل التوائم، والذي يقع في مستشفى الملك عبد الله التخصصي للأطفال في الرياض، الكثير من تمويله من الجمعيات الخيرية الإسلامية والملكية، ويوافق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهد الأمير محمد بن سلمان على كل عملية فردية لفصل التوائم.
وأجرى الربيعة أول عملية فصل التوائم لأول مرة في أوائل التسعينيات ومع نمو ممارسته، بحسب التقرير الأمريكي، الذي قال، إنّه مع زيادة خدمات الدكتور الربيعة العامة، لا يزال لديه الوقت لبرنامجه الطبي للتوائم الملتصقة.
وقال الربيعة: «حتى عندما كنت وزيرًا للصحة، واصلت إجراء العمليات الجراحية؛ لأنني أؤمن أنه حتى لو قمت بذلك في عطلة نهاية الأسبوع ، فهذا شيء (يمكن) أن يساعد الناس؛ فالإنسانية جزء من الدواء».
وأوضح أنَّ برنامجه يتضمن فصل ما يقرب من مائة مريض، ومازال تسعون منهم يعيشون حتى عام 2019.
وبحسب التقرير الأمريكي، فإنَّ التوائم الملتصقة نادرة الحدوث، وتوجد هذه الظاهرة فقط في حوالي 1 من كل 200000 ولادة، فيما تكون الحوادث أعلى في جنوب شرق آسيا وإفريقيا، حيث يبلغ المعدل 1 من أصل 25000.
وبدأت إحدى القصص المؤثرة لفصل التوائم ببريد إلكتروني، بعد أن عرفت أسرة التوأم قبل ولادتهما أنَّ الإخوة سيلتصقون فعلى الرغم من أنهم فكروا بالإجهاض، إلا أنَّ الوالدين قررا مواصلة الحمل لفترة.
وفي 26 يونيو، وُلد أحمد ومحمد في عملية قيصرية في مستشفى ليبي صغير؛ حيث يلتصق الإخوة عند البطن والحوض، الساق الثالثة والأمعاء والأعضاء البولية.
وأبلغ الأطباء الليبيون والدي التوائم أنَّه لا يمكن لأي شخص في ليبيا، إجراء جراحة انفصالية محفوفة بالمخاطر، فبدأ الآباء في البحث عبر وسائل الإعلام التقليدية والاجتماعية ثم وجدا برنامج الدكتور الربيعة على الإنترنت.
وقال الربيعة: إنَّ والدهما كتب إليه قائلًا: «لديه توائم وكان يبحث عن أي بلد لمساعدتهم (..) لذلك استجبت له على الفور وطلبت منه تزويدي بالتفاصيل والتقارير».
وبعد مراجعة سجلاتهم مع زملائه قرروا مساعدة الأسرة، بحسب الربيعة الذي أكَّد أنه «جرى عرض القضية على سمو ولي العهد، الذي وجهني على الفور لإحضارهم وأبلغ أَنَّ الحكومة ستمولهم بالكامل».
وبعد وصوله إلى الرياض، واستكمال الإجراءات وبدء العملية، وبعد نجاح العملية والتي استمرّت تقريبًا أكثر من 15 ساعة في تلك اللحظة، تمّ إبلاغ الوالدين، ويمكنهما رؤية ذلك على الهواء مباشرة.
بعد انتقال التوأم إلى وحدة العناية المركزة، غادر الربيعة المستشفى للعودة إلى المنزل، قال: إنَّ عائلته أعدت مأدبة عشاء احتفالية له.
كانت إجراءات أحمد ومحمد هي العملية الثامنة والأربعون التي أجريت على التوأم الملتصقين من قبل الربيعة.
ويقول الربيعة، إنّه ظل على اتصال مع العديد من مرضاه السابقين، مشيرًا إلى قصة لقائه للتوأم البولندي الذي نجح في فصلهما في عام 2005.
وأوضح الربيعة: قمت بزيارة بولندا هذا العام وعندما رآني (التوأم)- وهما الآن، كما يمكنك أن تتخيل، يبلغان من العمر 15 عامًا- لقد جاءوا يركضون وعانقوني كأب، لقد نزلت دموعي، وكان كل منهما يبكي وكنت أبكي، لقد كان هذا عاطفيًا حقًا.. أنا أبكي لأني سعيد».
ويشير التقرير إلى أنّه غالبًا ما تبقيه جراحات فصل التوائم حتى وقت متأخر من الليل، ويقول الربيعة: «لكنني أنام سعيدًا حقًا لأنني تمكنت من رسم ابتسامة على وجه عائلة كانت تعاني من التوتر والمعاناة الشديدة. إنه شعور جيد حقًا».