ناقش منتدى القيم الدينية السابع لمجموعة العشرين المنعقد بالرياض حاليا في يومه الثالث على المنصات الرقمية الافتراضية، الذي ينظمه مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات وتحالف الشركاء الدوليين، خلال جلساته الحوارية عددًا من الآراء والأفكار والطروحات التي يستهدفها المنتدى، وطرحها المتحدثون والمتحدثات حول المحاور المتعددة للمنتدى.
وانطلقت الجلسة العامة الثالثة لمناقشة موضوع «تمكين المرأة والشباب والفئات المحتاجة»؛ حيث ركزت على دور وإمكانات الجهات الدينية الفاعلة في إطار المساهمة في إنشاء الهياكل المنوط بها تمكين الفئات المهمشة والمحتاجة بفاعلية، لاسيما النساء والشباب.
وألقى رئيس الوزراء النرويجي السابق الرئيس والمؤسس لمركز أوسلو جل ماغنة بونديفيك، الكلمة الافتتاحية للجلسة، وأدارت الجلسة الدكتورة أغنس أبوم، ميسِّرة اللجنة المركزية لمجالس الكنائس العالمي في جنيف، حيث تحدث في الجلسة كل من أمين عام المنظمة العالمية للحركة الكشفية أحمد الهنداوي، والأمين العام لمجلس شؤون الأسرة في المملكة العربية السعودية ورئيس فريق تمكين المرأة في مجموعة العشرين بالرياض الدكتورة هلا التويجري، أستاذ في جامعة بونتيفيكيا كاتوليكا الأرجنتين البروفيسور أورسولا باسيت، وكبير حاخامات مدينة فيينا شلومو هوفمايستر، الأمين العام لمنظمة أديان من أجل السلام الدكتورة عزة كرم، مبعوث الأمم المتحدة لتمويل التنمية محمود محيي الدين، الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة المعنية بالعنف الجنسي في حالات النزاع الأستاذة براميلا باتن، رئيسة الوزراء السابقة للسنغال أميناتا توري، نائبة رئيس وزراء إسبانيا السابقة ووزيرة الدفاع، ورئيسة منظمة النساء من أجل السلام في إفريقيا ماريا تيريزا فرنانديز دي لا فيغا، مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي.
واستهل الجلسة جل ماغنة بونديفيك، حيث رأى أن جميع الأديان الكبرى تعلم قيمة السلام بين الأشخاص وأوضح أن الجماعات المتطرفة تثير المشاكل العالمية؛ حيث تقوم بأعمال شنيعة ضد البشرية، ونحن لدينا المسؤولية أن نحارب الظلم وعدم المساواة الإقليمي والاقتصادي وأن نحارب سوء استخدام الدين من قبل الجماعات المتطرفة وأن يكون الحوار مدعاة للتفاهم.
وأكد أحمد الهنداوي أن تأثير الجائحة لم يكن إلا كارثيا، وتواجهنا مشاكل البطالة والتأمين الصحي، وانتقال المرأة إلى الاستقلالية، وكذلك الشباب، وأن فرص العمل أصبحت صعبة ونسب البطالة غير مسبوقة، وأوضح أن هناك أوجه تشابهات في تعاملنا مع الأزمة المالية 2008 وأزمة الجائحة للعام 2020، وأضاف أن هناك 100 دولة يدربون الشباب فيها على قيم التسامح والفهم.
وتطرقت البروفيسورة أورسولا إلى تمكين المرأة بالنسبة للمطالبة، حيث أن رسم صورة للمرأة من خلال المدافعات عن حقوق المرأة يتوقف على اعتبارات عدة منها السياق التاريخي فيجب أن نتذكر أن كثيرا ما يعتمد التاريخ على التفاعل بين الرجل والمرأة .
فيما تحدثت عزة كرم عن «مجموعة أديان من أجل السلام»؛ حيث تحتفل المجموعة بالذكرى الخمسين لها، وأبرزت أن لدى المجموعة مجالس استشارية لمنظمات الأديان في أكثر من 90 بلدا يتم تسجيلها رسميا لمنصات من مختلف الأديان ولها هيكيلية فريدة فيما يخص تمثيلها الديني الرسمي، وقامت المنظمة في نوفمبر 2019 بعقد مؤتمر شاركت فيه 200 منظمة دينية لوضع خطط إستراتيجية للعام 2020 وقد خرج 250 من القادة الدينية بتوصيات وخطط تماثل أهداف التنمية المستدامة لأن هذه تعتبر أساس كرامة الإنسان والمساواة.
وذكر محمود محيي الدين، أن للجائحة تأثيرات كارثية على حياة البشر ووظائفهم وصحتهم، وعلينا أن نعمل لمواجهة هذه الكارثة، وأوضح أن منظمة الغذاء العالمية التي فازت بجائزة نوبل شددت على أن أكثر من 250 مليون شخص في العالم يواجهون الجوع، وهناك 115 مليون شخص يعانون من الفقر المدقع ويتعرضون للهشاشة رغم التنمية المستدامة، وهناك تقرير يشير إلى أن إفريقيا تخسر كل عام 90 بليون دولار بسبب التدفق المالي غير الشرعي.
وشدد المشاركون على تفعيل العمل الفترة القادمة، وأن تكون منظمات بين الأديان بمثابة طوق النجاة وصوتا يمكن أن يرتفع في الاجتماعات الدولية لتمكين المرأة والشباب والفئات المحتاجة.
وركزت الحلقات النقاشية التي عقدها المنتدى في يومه الثالث على قضايا التعليم وتمكين الشباب والنساء، ففي الحلقة النقاشية السابعة تم بحث موضوع «التعليم من أجل تعزيز السلام والثقافة الدينية التنوع الثقافي» إذ يحظى التعليم القائم على ركائز القيم، بما في ذلك الإدماج وتعزيز القيم الروحية، بأهمية متزايدة في حقبة جائحة كوفيد-19
وشارك في الحلقة النقاشية السابعة التي أدارها كبير مستشاري مركز الملك عبدالله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات (كايسيد) البروفيسور باتريس برودور, كل من الدكتور محمد عبد الفضيل، جامعة الأزهر، مصر، زميل مركز الملك عبدالله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات (كايسيد)، والمدير التنفيذي لمشروع سلام للتواصل الحضاري، المملكة العربية السعودية الدكتور فهد بن سلطان السلطان، ونائب الرئيس المشاركة العالمية في جامعة جورج تاون، الولايات المتحدة الأمريكية البروفيسور توماس بانشوف، ورئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمؤسسة أديان الأب البروفسور فادي ضو، والمراقب الدائم لجامعة الأمم المتحدة للسلام (UPEACE) لدى الأمم المتحدة في جنيف السفير ديفيد فرنانديز بويانا، والدكتورة شيرتو جيل، زميل باحث في مؤسسة غيراند هيرميس للسلام وزميل زائر في كلية التربية بجامعة ساسكس، المملكة المتحدة، والدكتورة سامية حق، أستاذة مساعدة والعميدة المؤقتة لكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة براك، بنغلادش، والبروفيسور بريانكار أوباديا، كرسي اليونسكو للسلام والتفاهم بين أتباع الثقافات في جامعة باناراس الهندوسية، الهند.
وعبر السلطان خلال مشاركته بالجلسة عن فخره باحتضان المملكة لقمة العشرين، وتمنى أن تكون النتائج خيرة وتعم كل شعوب الأرض، مشيراً إلى أن هذا اللقاء أشبه ما يكون بالبرلمان العالمي المصغر؛ حيث تعد المنطقة العربية من أغنى مناطق العالم بتنوع الثقافات والإثنيات والطوائف والأديان، ولذلك فهي في أمس الحاجة إلى تعزيز مفاهيم التعايش والتنوع، لأنها عانت الكثير من الويلات متمثلة في النزاعات والتمييز والإقصاء والحروب التي أثرت على حركة التنمية والتطور بشكل كبير.
فيما ركز الدكتور محمد عبد الفضيل، على المبادرات التي قام بها الأزهر ولا سيما في مجال المناهج التعليمية، حيث تضمنت مراجعة خطاب الكراهية، ومراجعة كتب التراث الديني، ومراجعة المناهج الجامعة وما قبل الجامعة التي تدرّس في الأزهر، ضارباً مثالا في منهج الثقافة الإسلامية الذي عمل عليه الأزهر بهدف تعززي التماسك الاجتماعي، وقبول الآخر، والتسامح، والسلام.
أما البروفيسور توماس بانشوف، فأكد مسألة النقص في بنية التعليم الديني وكوادره المتخصصة، ودعا إلى ضرورة إعداد الكوادر وتطويرها، وعدم التأثير السياسي في مجال التعليم الديني، مقترحاً أن تُصاغ رسائل دينية من قبل رجال الدين، تدعم السلام وتحث على الأخوة الإنسانية، ويتم نشرها في مختلف المجتمعات، لكي يستفيد منها العالم برمته.
وتناول المشاركون دور الجائحة وأثرها في مختلف جوانب الحياة، وركزوا على التعليم وكيف تحولت المنازل إلى مدارس، ودور التقنية في العملية التربوية، حيث دعوا إلى توفير وسائل التقنية الحديثة في كل بيت للنهوض بها، واستفادة مختلف الطلاب منها، وضرورة محاربة التطرف والعنصرية والبيروقراطية وخطاب الكراهية على الجانب الآخر.
وفي حلقة النقاش الثامنة تم تداول موضوع «تلبية احتياجات اللاجئين والمهاجرين وتقديم الحلول، مع التركيز على النساء والشباب»؛ حيث تلعب الجهات الدينية الفاعلة دورًا محوريًا في عملية وضع أجندة تيسير تلبية احتياجات اللاجئين والمهاجرين وتسهيل الاستجابات الشاملة لهذا التحدي المؤثر الذي لا يزال يؤرق عالمنا حتى اللحظة، حيث أدارتها دكتورة ألكساندرا دجوريتش ميلوفانوفيتش، مدير مشروع شبكة الحوار في أوربا، زميلة مركز الملك عبدالله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات (كايسيد)، وتحدث فيها كل من الشيخ محمد أبو زيد، كبير قضاة محكمة الأسرة في صيدا، لبنان، ودكتور ماورو غارافالو، رئيس قسم العلاقات الدولية في جماعة سانت أجيديو، الوزيرة إيفان جابرو، وزير شؤون اللاجئين والمهاجرين في العراق، وإيستر ليمان سو، المديرة الدولية لمؤسسة الرؤية العالمية للإيمان والتنمية، والبروفيسور باولو ناسو، جامعة لا سابينزا، روما أو ماريستيلا تساماتروبولو، عالم اجتماع في كاريتاس اليونان، ورئيس أساقفة كنيسة والدينسيان في إيطاليا، والسفير غييرمو رودولفو أوليفيري، سكرتير العبادات في وزارة الخارجية الأرجنتينية، والبروفيسورة إيرين ويلسون، أستاذ مشارك في السياسات الدولية والدين ونائب العميد، مدير التعليم مركز الدين بجامعة جرونينغن، هولندا.
وتحدث البروفيسور باولو ناسو، عن الممرات الإنسانية مشيرًا إلى ما يحصل في حوض البحر الأبيض المتوسط من كوارث ومآسٍ، مشيرًا إلى ما يلاقيه الآلاف من النازحين والمهاجرين حتفهم وهم يخاطرون بأنفسهم، حيث ينتهي بهم المطاف بالموت المحقق.
وتساءل ناسو: لماذا يخاطر هؤلاء بحياتهم؟ مجيبًا لأنهم لم تُعد لهم وسائل قانونية أو إنسانية تؤمن وصولهم إلى أوروبا، ومن ثم يقع هؤلاء في حال، نجاتهم من الموت المحقق، في أيدي المبتزين، وتجار البشر؛ لذلك سعى مع القيادات والمؤسسات الدينية في إيطاليا إلى توفير بيئة مناسبة ومشجعة لضمان وصول هؤلاء النازحين والمهاجرين إلى أوروبا.
فيما أشارت عنود العفيصان إلى ملايين النازحين قسريًا، وقطاع كبير منهم من الشباب ذوي الاحتياجات الخاصة، هو رقم قياسي غير مسبوق في تاريخ البشرية، مؤكدة أن هناك ملايين القصص المأساوية أيضًا للأطفال والنساء النازحات؛ داعيةً إلى تعزيز السلام ومنح الفرص للنازحين والمهاجرين للحياة وإدماجهم في المجتمعات المضيفة، دون تململ ودون تمييز أو إقصاء أو تهميش.
أما حلقة النقاش التاسعة فقد ركزت على طرح قضية.. اللامساواة؛ والهوية، والعنصرية البنيوية, وقد أدارت الحلقة الدكتورة نوال الهوساوي، مستشارة في الصحة النفسية وإخصائية الزواج والأسرة، زميلة مركز الملك عبدالله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات (كايسيد).
وتحدث فيها كل من أيد براون، أمين عام شتفانوزيليانزن لحقوق الإنسان من النرويج، أداما دينغ المستشار الخاص السابق للأمين العام للأمم المتحدة المعني بمنع الإبادة الجماعية، ودكتور جانو ديوب، مدير الشؤون العامة والحرية الدينية في الكنيسة السبتية، ميريلاند، الولايات المتحدة الأمريكية، وأودري كيتاجاوا، رئيسة مجلس إدارة برلمان أديان العالم، والإمام يحيى بالافيتشيني، رئيس اتحاد الهيئات الإسلامية الإيطالية (COREIS)، وبيتر بروف، مدير الشؤون الدولية في مجلس الكنائس العالمي (WCC)، وآشا رامغوبين، مديرة مبادرة تنمية حقوق الإنسان، جنوب إفريقيا.
ورأى إداما ديينج، أن التمييز بحق فئات المهاجرين عرضة للاتجار بالبشر، ويمكن للتمييز أن يتخذ أشكالا مختلفة وربما غير مرئية لكنها تؤثر في الكرامة ومستقبل الناس.
واستعرض دكتور جانو ديوب تاريخ العنصرية والتمييز واللا مساواة ففي القرن الـ 19، كان هناك تنديد بالعنصرية، مع أن البشرية تنتمي لجنس واحد، والأمم المتحدة في العام 1953 هناك اتفاقية أممية للقضاء على العنصرية في أنحاء العالم.
ودعت أودي كيتا جاوا إلى دعم الجهود من أجل التنوع وتشجيع روح التطوع والعمل على التنوع وتعزيز التواصل الاجتماعي.
واستشهد الإمام يحي بالا فيتشيني بمعنى حديث الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) «لا فضل لعربي على أعجمي، ولا أبيض على أسود إلا بالتقوى» وذكر أنه يجب أن نحترم التنوع ونفهم بأن كل إنسان يختلف عن الآخر، لكن في هذا التنوع نحن موحدون كأعضاء في أسرة واحدة، ولديهم بعد روحي واحد.
اقرأ أيضًا:
المشاركون بمنتدى القيم الدينية لمجموعة العشرين يشددون على مواجهة خطاب الكراهية
في يومه الثاني.. منتدى القيم الدينية: إجراءات السعودية في مواجهة كورونا الأفضل والأسرع عالميًا