ما أن يبدأ فصل الشتاء، حتى يبدأ أهالي ومزارعو محافظة وادي الدواسر، في جني محاصيلهم من الحمضيات المختلفة ومن أهمها فاكهة "الأترجة" التي هي إحدى أهم فواكه موسم المربعانية، حيث اعتاد الأهالي خلال ذلك الموسم منذ القِدم على إهداء ثمرتها للأقارب والأصدقاء والجيران، واعتبرت من الموروثات الثقافية السائدة في المحافظة التي استمرت حتى الآن، لكن هذه العادة بدأت تتلاشى قليلاً في وقتنا الحالي بعد أن توجه البعض إلى بيع جزء من محصولهم في السوق بأسعار حيث لا يتجاوز سعر الصندوق الذي يحتوي ما بين 10- 15 ثمرة من الأترجة مبلغ ( 25 ريالًا) ويختلف السعر بحسب حجم الثمرة، فيما مازال البعض وهم الأغلبية متمسكين بذلك الموروث.
وفاكهة "الأترجة" التي يسميها كبار السن في وادي الدواسر بـ"الأطرنج" يطلق عليها في مصر والعراق "أترج" وفي الشام "كباد"، وثمرتها تشبه فاكهة الليمون إلا أنها أكبر منه بكثير، ولونها يميل إلى البرتقالي الذهبي والأخضر، ولها رائحة مميزة ذكية.
وتقدم " الأترجة" للأكل من خلال نزع قشرتها عن شحمها ثم فصلها عن ليمونتها ليتم أكلها فيما بعد على شكل شرائح، وهناك من يقوم بتقطيع الشحم مع الليمون وغمسه بالماء مع السكر أو العسل وغرفه في أوان صغيرة ليتم تناوله، بينما يعمل البعض من هذه الفاكهة "المربّى".
وللأترجة فوائد صحية للإنسان يؤكدها المتخصّص في التغذية عبدالرحمن عبدالله آل حسينة، إذ قال إنها مصدر جيد للفيتامينات والمعادن خاصة فيتامين "ج" بوصفها من الحمضيات، كما أنها غنية بالألياف، وقاتلة للبكتيريا، ومضادة لأعراض البرد والأنفلونزا - بإذن الله -.
وعطفًا على ما ذُكر آنفًا، فقد استشهد المزارع عبدالله الدوسري بما ورد في الطب النبوي من قول يصف فاكهة "الأترجة" حيث روى أنس عن أبي موسى الأشعري أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال : مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة طعمها طيب وريحها طيب.
وعن موطن هذه الفاكهة، أفاد الفنّي الزراعي عبدالرحمن السويس أن الموطن الأصلي لـ"الأترجة" هو جنوب شرق آسيا، ومن ثم انتقلت زراعتها إلى البحر الأبيض المتوسط، ويصل ارتفاع نبتتها إلى 5 أمتار أحياناً ولها رائحة ذكية.