
أشادت صحيفة "جارديان" البريطانية في مقال افتتاحي، بالاتفاق الذي جرى بين المملكة العربية السعودية وإيران الأسبوع الماضي بوساطة صينية.
وأوضحت الصحيفة أن استئناف العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران بعد قطيعة استمرت عدة أعوام يمثل خطوة جيدة، إلا أنها تظل مجرد خطوة أولى على الطريق من أجل ضمان أمن واستقرار المنطقة، وفقًا لوكالة أنباء الشرق الأوسط.
وأضافت الصحيفة أن النزاع بين الطرفين منذ اندلاع ثورة 1979 في إيران كان يحدد شكل العلاقة الجيوسياسية بين البلدين منذ ذلك الحين، ولاسيما في ظل وجود هواجس أمنية تتصل بمساعي للهيمنة على المنطقة إلى جانب نزاعات طائفية بينهما.
وذكرت الصحيفة أن احتواء جميع جوانب الخلاف بين الرياض وطهران ليس سهل المنال بطبيعة الحال، موضحة أن المحادثات بين الطرفين في هذا الشأن بدأت منذ عام 2021.
ولفتت إلى أن التوتر الذي ساد العلاقات بين الطرفين منذ 1979 كانت له عواقب وخيمة حيث وصل إلى حد قطع العلاقات الدبلوماسية بين الطرفين عام 2016 بعد قيام متظاهرين بمهاجمة المقار الدبلوماسية السعودية في طهران على خلفية قيام السلطات السعودية بإعدام أحد رجال الدين الشيعة.
وشددت على أن إيران سوف تستفيد من عودة العلاقات مع المملكة في ظل حالة العزلة الاقتصادية والسياسية التي تعاني منها ولاسيما أن خطة التنمية الاقتصادية التي يتبناها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تتطلب توسيع نطاق الاستثمارات الأجنبية في المملكة في وقت لا تستطيع فيه الرياض الاعتماد على دعم واشنطن بسبب انشغال الولايات المتحدة بحرب أوكرانيا، وهو ما دفع السعودية إلى تذكير واشنطن أن لها أصدقاء أخرين في المنطقة.
كما اعتبرت الصحيفة الصين طرفًا مستفيدًا من التوصل لهذا الاتفاق، حيث إنها أظهرت نفسها من خلال وساطتها بين الطرفين على أنها راعي للسلام يمكن الوثوق به والاعتماد عليه في المنطقة كبديل للولايات المتحدة.