انطلقت، اليوم الثلاثاء، فعاليات «ملتقى الجرائم السيبرانية والأدلة الرقمية»، الذي تستضيف أعماله جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية؛ حيث يستعرض الملتقى التجارب والممارسات الحديثة في مجال الأمن السيبراني عبر 25 ورقة علمية، بمشاركة 735 متخصصًا ومتخصصة عالميًّا.
ويشارك في الملتقى متخصصون من وزارات الداخلية في الدول العربية وخبراء في مكافحة الجرائم السيبرانية والأدلة الرقمية والتشريعات ذات العلاقة، وإدارات الأدلة الجنائية والأمن السيبراني والمختبرات الجنائية الرقمية.
كما تشارك في الملتقى الوزارات والجامعات ومراكز البحث ومؤسسات الاتصالات والجهات المختصة، وجهات إنفاذ القانون، من الدول العربية والأوروبية والآسيوية، إضافة إلى المنظمات ذات الصلة.
ويأتي تنظيم هذا البرنامج العلمي لمواكبة التطور العلمي والتكنولوجي وانتشار التقنية الرقمية في التعاملات اليومية والاستخدامات المتزايدة للحاسبات والإنترنت وظهور أساليب حديثة لارتكاب الجرائم.
ويناقش الملتقى على مدى ثلاثة أيام العديد من البحوث والأوراق العلمية يقدمها خبراء من مختلف الدول العربية والأوروبية والمنظمات الدولية في إطار أربعة محاور رئيسة؛ هي: مستجدات البحث العلمي والممارسات الحديثة في مجال الجرائم السيبرانية والأدلة الرقمية.
كما يتطرق للجهود والتطورات في القوانين والتشريعات الناظمة للجرائم السيبرانية والأدلة الرقمية عربيًّا ودوليًّا، والتعليم والتدريب في مجال الجرائم السيبرانية والأدلة الرقمية عربيًّا ودوليًّا، وواقع ومستقبل وتحديات التقنيات الحديثة والممارسات القياسية في مجال الجرائم السيبرانية والأدلة الرقمية عربيًّا ودوليًّا.
ويهدف الملتقى إلى الاطلاع على القضايا والتجارب والممارسات الحديثة ومستجدات البحث العلمي في مجالات الجرائم السيبرانية والأدلة الرقمية، والوقوف على القوانين والتشريعات وأصول التحقيق في مجالات الجرائم السيبرانية والأدلة الرقمية.
كما يركز على التعرف على توجهات التعليم والتدريب في هذا المجال، والاطلاع على تجربة جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية (معامل الأدلة الرقمية) بالإضافة إلى تبادل الخبرات والتعرف على أحدث التطورات البحثية والتقنية واستراتيجيات الدفاع في مجالات الجرائم السيبرانية والأدلة الرقمية.
ورحب رئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، الدكتور عبدالمجيد بن عبدالله البنيان بالمشاركين في فعاليات الملتقى الذي يتناول أحد أهم موضوعات الساعة في الدوائر الأمنية والعدلية، وأوضح أن الجرائم السيبرانية تعد أحد أخطر التهديدات التي تواجه الأجهزة الأمنية.
وبين أن الجامعة تولي هذا الملف أهمية قصوى ضمن أهداف خطتها الاستراتيجية 2019 ــ 2023، وقد وضعت الجامعة عدة مبادرات لمكافحة هذه الجرائم؛ من أهمها: تجهيز معامل للأدلة الرقمية بأحدث التجهيزات التقنية.
وتابع: «يشهد الملتقى ورش عمل والإعداد لبرامج تدريبية في مجال الأدلة الرقمية لإعداد خبراء في هذا المجال، كما ستقوم الجامعة قريبًا بطرح برامج دبلوم وماجستير في مجال الجرائم السيبرانية والأدلة الرقمية.
وتستهدف هذه الخطوات تعزيز العلاقة مع أهم المنظمات الدولية ذات العلاقة؛ حيث وقعت الجامعة اتفاقية مهمة مع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة UNODC للاستفادة من خبراته التدريبية والاستشارية في مجال الجرائم السيبرانية.
وترتبط الجامعة بعلاقات وثيقة مع منظمات دولية، أهمها الإنتربول والاتحاد الدولي للاتصالات الذي اختار الجامعة لتكون مركزًا للتميز في الأمن السيبراني وإنترنت الأشياء، بالإضافة إلى تكوين مجموعة العمل العلمية العربية للأدلة الرقمية المكونة من خبراء عرب ودوليين.
وتعمل هذه المجموعة حاليًّا على الإعداد لدليل المبادئ التوجيهية للأدلة الرقمية التي تهدف إلى الحفاظ على موثوقية ومصداقية الأدلة الرقمية من خلال جمعها وتحليلها وعرضها على المحاكم.
وأعرب رئيس الجامعة عن تطلعاته؛ لأن يخرج الملتقى بتوصيات تسهم في تعزيز العمل المشترك لمواجهة التهديدات المرتبطة بالجرائم السيبرانية التي تشكل تهديدًا يتطلب التعاون الدولي لمواجهتها والوقاية منها.
ورفع أسمى آيات الشكر والعرفان إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، على الدعم المادي والمعنوي اللامحدود الذي توليه دولة المقر لهذه المنظمة العربية.
وبين أن كل ما حققته الجامعة من إنجازات ما كان ليتم لولا توفيق الله عز وجل ثم الدعم والمتابعة الدائمة من الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز، وزير الداخلية الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب رئيس المجلس الأعلى للجامعة، يؤازره في ذلك إخوانه أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية العرب.
وتحدث أمين الجمعية العربية لعلوم الأدلة الجنائية والطب الشرعي، د. عبدالسلام بكداش، عن أهمية الملتقى وأهدافه مؤكدًا أنه يأتي في إطار السعي إلى تحقيق الأمن السيبراني، وأنه يجسد طموحات العاملين في هذا المجال، عبر 25 مشاركة علمية خلال الجلسات وورش العمل.
وشكر المدير الإقليمي للاتحاد الدولي للاتصالات إبراهيم الحداد، جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية على تنظيم هذا الملتقى العلمي المهم، ضمن التعاون المشترك بين الجامعة والاتحاد؛ حيث تعد الجامعة عضوًا فاعلًا في شبكة مراكز التميز في المنطقة العربية.
وأكد أهمية التعاون الدولي بين الحكومات ومؤسسات المجتمع المدني لاتخاذ تدابير فعالة للحد من التهديدات التي تشكلها الجرائم السيبرانية بما يعزز الثقة في تعاملات الإنترنت، مؤكدًا خطورة الاستخدام الإجرامي للفضاء السيبراني وآثاره المدمرة طويلة الأجل على البنى التحتية الوطنية.