الطواف ببيت الله الحرام.. تضرع وابتهال ومناجاة للرحمن

الطواف ببيت الله الحرام.. تضرع وابتهال ومناجاة للرحمن
تم النشر في

فوق فناء مفروش بالرخام الأبيض يغطي الأرض في دوائر حول الكعبة تعكس ضوء الشمس، يسير عليها الحجاج والعمار والزوار، رجالًا ونساءً، يطوفون حول بيت الله المعظم، متضرعين للرحمن، في مشهد مهيب.

الكل هنا سواسية، لا فرق بين عربي أو أعجمي إلا بالتقوى، وباختلاف ألسنتهم وألوانهم ومستوياتهم المعيشية، يرجون ما عند الله عز وجل، من بينهم من يبكون وهم يطوفون، وآخرون يلهجون بالدعاء للمولى عز وجل، وغيرهم ممن لم يجد كلاماً، ظلوا خافضي رؤوسهم إجلالاً وتعظيمًا لله تعالى.

في صحن المطاف، جاؤوا تلبيةً للنداء، واستجابةً لدعوة خليل الله إبراهيم عليه السلام: (فَٱجْعَلْ أَفْـِٔدَةً مِّنَ ٱلنَّاسِ تَهْوِىٓ إِلَيْهِمْ وَٱرْزُقْهُم مِّنَ ٱلثَّمَرَٰتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ).

المطاف – سُمي بذلك نسبة إلى الطواف وهو الدوران حول الكعبة المشرفة - أو كما يسمى الآن الصحن، هو مهوى أفئدة المسلمين، والحركة حول الكعبة المشرفة دؤوبة متصلة آناء الليل والنهار، ما بين طائف وراكع وساجد.

وتاريخياً، يعد خالد بن عبدالله القسري أول من أدار الصفوف حول الكعبة، وأول من وضع المصابيح حول المطاف، وفق ما ذكره مدير مركز تاريخ مكة المكرمة الدكتور فواز الدهاس.

وكان المطاف، حد المسجد الحرام في زمن الجاهلية وصدر الإسلام، ثم أصبح من الكعبة إلى مقام إبراهيم عليه السلام بمسافة 11,50م، وبالمسافة نفسها من النواحي الأخرى ما عدا حجر إسماعيل عليه السلام.

وتوالت السنون تلو السنين ، حتى جاء عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن، رحمه الله، ورأى أن يوسع المطاف، حرصاً منه على راحة الحجاج والمعتمرين، فأصدر أمره بتوسعة المطاف وهدم المقامات الأربعة التي في أطراف المقام.

وفي سنة (1377هـ) أزيل الرخام الذي بعد المطاف المحيط به ، وحفرت الأرض المحيطة بالمطاف؛ لتتساوى به بعد وضع الرخام عليه ، كما أزيلت الأعمدة الخضر التي كانت في حدود المطاف الأول وعلامة عليه، ثم بدأوا بعد حفر الأرض بفرشها بالأسمنت، ووضعوا الرخام عليه حتى تساوى هذا المطاف الجديد بالمطاف القديم، وصار على سِمته ومقدار مساحة الجديد كمقدار مساحة القديم تقريباً، ووُضع خط أسود من جنس الرخام ليحدد المطاف القديم من المطاف الجديد.

وفي عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز - رحمه الله - عام 1387هـ (1967م)، أزيلت المقصورة الثابتة لمقام إبراهيم، وأصبح المقام على قاعدة رخامية سوداء تعلوها قاعدة نحاسية ووضع الغطاء البلوري فوق القاعدة، واستمر الأمر كذلك حتى عهد الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - عام 1418 هـ (1997م) حين جدد المقام، فأصبح المطاف يشمل الصحن والمسجد الحرام كاملاً.

وفي المرحلة الثانية من هذا المشروع العظيم التي بدأت من جمادى الآخرة 1381 هـ امتدت حتى عام 1388هـ تم توسيع المطاف القديم، وهدم البناء الذي فوق بئر زمزم، وخفضت فوهة البئر أسفل المطاف، وقد حُوّل كذلك كل من المنبر والمكبرية، وأزيل البناء القائم على مقام إبراهيم عليه السلام.

وفي عام 1399هـ ألغيت الحصاوي والمشايات ونقل المنبر والمكبرية، وحفظت فوهة زمزم، وفي عام 1424هـ تمت تغطية مداخل قبو زمزم للاستفادة القصوى من صحن المطاف.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa