شكل رد الفعل الرسمي الإيراني المتناقض على الهجوم الذي نفذته إيران ووكلائها ضد منشآت تابعة لشركة أرامكو السعودية، والذي استهدف منشأتي بقيق وهجرة خُرَيص (14 سبتمبر 2019، وتحل ذكراه الأولى، اليوم الإثنين)، إعادة تأكيد على ضلوع طهران في الهجوم الإرهابي، وفيما نفت وزارة الخارجية الإيرانية، آنذاك، علاقة طهران بالهجمات، فقد أشاد قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني (قبل مصرعه في الثالث من يناير الماضي، خلال غارة أمريكية، قرب مطار بغداد)، بميليشيات الحوثي الانقلابية في اليمن التي سارعت بالتمويه على دور إيران المباشر، عبر إعلان مسؤوليتها عن الهجوم، قبل أن يعتبرها سليماني «فرعًا من فروع حرس الثورة الإيرانية»!!
وتحدث مسؤولون أمريكيون (بحسب صحيفة نيويورك تايمز، وشبكة أيه بي سي، ووكالة رويترز)، آنذاك، عن أن الهجمات على معملي أرامكو في بقيق وخريص جاءت من الغرب والشمال الغربي وليس من المنطقة التي تسيطر عليها جماعة الحوثي في اليمن، الواقعة إلى الجنوب الغربي من المنشآت النفطية السعودية، وعليه، يرى المسؤولون الأمريكيون أن الهجمات انطلقت من شمالي الخليج من إيران أو العراق.
وأفادت المعلومات، حينها، أن صواريخ كروز تم إطلاقها من إيران بعد برمجتها للطيران حول شمال الخليج العربي عبر المجال الجوي العراقي بدلًا من مرورها مباشرة عبر الخليج؛ حيث تتمتع الولايات المتحدة بمراقبة أفضل بكثير، وقالت المعلومات نفسها إنه في الساعات التي سبقت الهجمات، اكتشفت المخابرات الأمريكية نشاطًا غير اعتيادي في القواعد العسكرية في جنوب غرب إيران؛ ما يتوافق مع الاستعدادات للضربات.
وكان رئيس الحكومة البريطاني، بوريس جونسون، أكثر وضوحًا، عندما قال (23 سبتمبر 2019)، إن المملكة المتحدة تعتقد أن إيران مسؤولة عن الهجمات التي تعرضت لها منشآت أرامكو، فيما حملت كل من بريطانيا وألمانيا وفرنسا (في بيان مشترك) إيران مسؤولية الهجوم على منشآت أرامكو السعودية، وقال البيان المشترك، حينها: «من الواضح لنا أن إيران تتحمل مسؤولية هذا الهجوم.. لا يوجد أي تفسير معقول آخر».
وتواردت المعلومات التي تتحدث عن مسؤولية إيران؛ حيث قال تقييم أمني إن الهجوم الذي جرى تنفيذه بطائرات مسيرة، وصواريخ كروز «حلقت على ارتفاع مُنخفض مدعومة بطائرات بدون طيار، انطلقت من قاعدة إيرانية تقع قرب الحدود العراقية»، خاصة أن مكتب رئيس الحكومة العراقية، نفى استخدام أراضيها لتنفيذ هجمات ضد أرامكو، وتعهد بالعمل «بشكل حاسم» ضد من يستخدمون الأراضي العراقية لمهاجمة دول أخرى.
وقال مسؤولون أمريكيون (16 سبتمبر 2019)، إن الولايات المتحدة تستند إلى صور التقطتها أقمار صناعية وتقارير استخباراتية تعزز اتهامها لإيران بالوقوف وراء هجمات على منشآت نفطية سعودية، وأن دقّة ومدى الهجمات تلقي بالشكوك حول مزاعم الحوثي (المدعومة من قوات الحرس الثوري الإيراني).
