أكّد وزير التعليم الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ، أهمية تحليل وتقييم تأثير التحوّل الرقمي المتسارع والتقنيات على التعليم والمجتمع ككل.
وأوضح وزير التعليم في كلمته خلال اجتماع وزراء البحث في دول مجموعة العشرين، الذي عُقد في مدينة تريستا بإيطاليا اليوم، أن جائحة كورونا لا تزال تلقي بظلالها على العالم بشكل عميق ومباشر، وعلى المستويين الاجتماعي والاقتصادي، مما سيؤدي إلى تسريع التحوّل الرقمي للمجتمعات، والحاجة إلى اختبار مرونة أنظمتنا التعليمية وقدرتها على الصمود والتعافي، وبالتالي الحاجة إلى فرض أساليب تعليمية جديدة ومبتكرة، عادا جائحة كورونا فرصة يجب اغتنامها وليست مجرد أزمة عابرة.
وأشار إلى أن الفرص المستجدة تحفّز إدراكنا والحاجة إلى الصمود ومواجهة التحديات الجديدة"، مستدلاً بجائحة كورونا واستثمارها في التحوّل الذي حدث للتعليم، وتغيير أساليب العمل والتعاون وحل المشكلات، وأهمية الاستمرار في الابتكار خلال رحلة تبني هذا التحوّل.
وقال إن القيادة الناجحة هي مَن ترى ضرورة إشراك كل فرد من أفراد المجتمع، والحرص على كسب ونيل ثقتهم وتشجيعهم على تبني التحوّل الرقمي واعتماد التقنيات المبتكرة، وأن يكونوا جزءًا من هذا التحوّل في التعليم والعمل.
ونوّه وزير التعليم بأهمية البيانات التي نختارها ونجمعها ونبني عليها مجتمعاتنا الجديدة في هذه المرحلة، والتأكد من أن أنظمة حماية البيانات والأمن السيبراني قادرة على حماية مواطنينا وخصوصيتهم وحقوقهم وتطلعاتهم الإنسانية.
وتناول الدكتور آل الشيخ في كلمته "استثمار المملكة للتحوّل الرقمي، وربطه برؤية 2030"، مستعرضاً استثمار المملكة في البرامج الدراسية والدرجات العلمية في المهارات الرقمية المتقدمة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والأمن السيبراني وعلوم البيانات والذكاء الاصطناعي، والاستثمار كذلك في الابتكار وريادة الأعمال والبحوث.
وأوضح أن المملكة تأتي الآن في المرتبة الثانية عالمياً بين الدول الملتزمة بالأمن السيبراني على المستوى الإستراتيجي العالمي، وفقًا لمؤشر الأمن السيبراني العالمي2020، وتحتل المرتبة الأولى عربياً، والمرتبة 14 عالمياً، لأكبر عدد من الأوراق البحثية المنشورة حول فيروس كورونا، كإنجازات رئيسية تظهر مدى التزام المملكة بالتقدم والتطور المبني على الأدلة، بالإضافة إلى أن 84% من الأبحاث التي أُجريت في المملكة تمت داخل الجامعات الحكومية.
وأبان وزير التعليم أن المملكة في سياق متصل لهذه المرحلة الانتقالية التي يمر بها العالم، من خلال التركيز على مجالات البحث والابتكار؛ لضمان أن تطورات الاقتصاد الرقمي الجديدة في المملكة تنقل الجميع إلى المستقبل، وهو ما تمثله رؤية المملكة 2030، والتي تركز على: التعلّم الرقمي، والصحة الرقمية، والمدن الذكية، والحكومة الإلكترونية، والصحة الإلكترونية، والأمن السيبراني، والبحث.
وأشار إلى استفادة وزارة التعليم من التقدم الكبير في التحوّل الرقمي، حيث عملت الوزارة مع جميع الجامعات السعودية على تقديم برامج تدريبية ودراسية في التعلّم الرقمي، والعمل الرقمي، والصحة الرقمية، إضافة إلى الحكومة الرقمية، والذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، وكذلك الإبداع الرقمي، وتعليم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.
ودعا في ختام كلمته إلى العمل معاً؛ للمحافظة على الحوار، وتبادل الخبرات، وابتكار الحلول الإبداعية؛ للوصول إلى التعليم الجامعي الرقمي والشامل والمستدام ، وكذلك العمل لتضع مجتمعاتنا رأس المال البشري وحقوق الإنسان والاحترام والكرامة في قلب جميع عملياتها وخدماتها.
وقدم شكره لجمهورية إيطاليا رئيسة مجموعة العشرين لتأسيس التجمع الأكاديمي كمجموعة عمل جديدة، ووضع التعليم الجامعي والبحث والابتكار كمحور رئيس في جدول أعمالها، مثمناً جهود البروفيسور وزيرة الجامعات والبحوث الإيطالية الدكتور ماريا كريستينا ميسا على الكلمة الافتتاحية للاجتماع.
وتناول الاجتماع الوزاري للبحث في مجموعة العشرين آليات النهوض بالمهارات الرقمية ونشر الوعي حولها في التعليم الجامعي، وتعزيز القيم المشتركة في إدارة التقنيات الرقمية، بالإضافة إلى ضمان جودة الاتصال والبنى التحتية ضمن فرص التعاون الدولي التي توفرها التقنيات الرقمية.