المملكة.. ثقل سياسي مشهود في الأزمة الأوكرانية

ولي العهد الأمير محمد بن سلمان
ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -

تحرص المملكة بتوجيهات القيادة الرشيدة، على تعزيز الأمن والسلم والاستقرار بالعالم، وهو ما تمثل في تحركات الدبلوماسية السعودية عقب اندلاع الأزمة الروسية الأوكرانية في فبراير 2022م.

وجاءت التدخلات السعودية متسقة مع رؤيتها للحفاظ على السلم العالمي، حيث تدخلت الرياض لدى موسكو للإفراج عن عدد من الأسرى من عدة جنسيات، كما عرضت التوسط لحل الأزمة التي أثرت على سلاسل الإمداد العالمي للغذاء، وهو ما أثر في الدول الفقيرة.

المملكة وحل الأزمة الأوكرانية:

وعقب اندلاع الأزمة بأيام، وتحديدا في مارس 2022م، قال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، إن المملكة على استعداد لبذل جهود الوساطة بين كل أطراف الأزمة في أوكرانيا. وجاء تصريح الأمير محمد بن سلمان، عقب تلقيه اتصالاً هاتفيًا، من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.

وأوضح ولي العهد -خلال الاتصال- موقف المملكة المعلن ودعمها للجهود التي تؤدي إلى حل سياسي يؤدي إلى إنهائها ويحقق الأمن والاستقرار.   

وفي سبتمبر 2022م، استقبل الأمير محمد بن سلمان، في الرياض، رستم اومرييف المستشار والمبعوث الخاص للرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، حيث أكد ولي العهد «دعم المملكة لكافة الجهود الدولية الرامية لحل الأزمة في أوكرانيا سياسيًا».

وقال الأمير محمد بن سلمان، إن السعودية ستواصل «جهودها للإسهام في تخفيف الآثار الإنسانية» الناجمة عن الأزمة الروسية الأوكرانية.

من جانبها، قدمت موسكو الشكر للرياض على جهودها في حل الأزمة الأوكرانية، حيث أجرى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في ديسمبر 2022م، اتصالًا هاتفيًا مع وزير الخارجية فيصل بن فرحان.

وحسب بيان وزارة الخارجية الروسية، فإن الجانب الروسي أعرب عن امتنانه لقيادة المملكة على موقفها البناء واستعدادها لبذل الجهود لإيجاد سبل لحل المشاكل المعقدة المرتبطة بالأزمة الأوكرانية.

كما عقد في الرياض اجتماع بين وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في يونيو 2022م، وأكد وزير الخارجية االأمير فيصل بن فرحان، عقب الاجتماع، أن الموقف الخليجي من الأزمة في أوكرانيا موحد.

الإفراج عن الأسرى:

استخدمت المملكة ثقلها السياسي في إبرام صفقة تبادل أسرى بين الجانبين الروسي والأوكراني، أفرج خلالها عن 10 سجناء أجانب أسرتهم موسكو في أوكرانيا.

وأوضحت وزارة الخارجية في سبتمبر 2022م،  أن روسيا أفرجت عن 10 من أسرى الحرب في أوكرانيا بعد وساطة من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، موضحة أن قائمة الأسرى تضم مواطني الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والسويد وكرواتيا والمغرب.

وأضاف بيان الخارجية، أن طائرة تقل الأسرى هبطت في المملكة، وقامت الجهات المعنية في المملكة باستلامهم ونقلهم من روسيا إلى السعودية، والعمل على تسهيل إجراءات عودتهم لبلدانهم.

وقدمت الخارجية شكرها وتقديرها لكل من حكومة روسيا الاتحادية وحكومة أوكرانيا على تعاونهما واستجابتهما للجهود التي بذلها ولي العهد للإفراج عن الأسرى.

ـ مساعدات إنسانية لأوكرانيا:

تقوم السعودية بجهود كبرى في تقديم المساعدات الإنسانية لدول العالم، وكان من هذه الدول أوكرانيا، حيث قدمت المملكة (410) ملايين دولار، على شكل حزمتين من المساعدات،  وهو ما أعلنه  وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان،، خلال زيارته إلى كييف في فبراير 2023م.

ووقعت كل من المملكة وأوكرانيا (خلال زيارة وزير الخارجية لكييف)، مذكرة تفاهم لتمويل مشتقات نفطية بقيمة (300) مليون دولار، ومساعدات إنسانية سعودية لأوكرانيا بقيمة (100) مليون دولار.

وجاءت تلك المساعدات تنفيذاً لما أعلنت عنه الرياض في أكتوبر 2022م خلال الاتصال الهاتفي الذي أجراه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وكان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وجه في أبريل 2022م، مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، بتقديم مساعدات طبية وإيوائية عاجلة بقيمة (10) ملايين دولار للاجئين من أوكرانيا إلى الدول المجاورة، خاصة في بولندا، وذلك بالتنسيق مع الحكومة البولندية ومنظمات الأمم المتحدة.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa