كثيرًا ما توظف وسائل الإعلام المختلفة، لإدارة الأزمات المختلة التي تواجهها الدول، لضمان تعامل أكثر كفاءة معها مواجهتها على النحو الأمثل، ولعل وسائل الإعلام الجديدة لعبت دورًا محوريًا، خاصة أنها أصبحت أكثر انتشارًا وفاعلية مقارنة بالإعلام التقليدي.
ووضعت جائحة «كوفيد-19» وسائل الإعلام في اختبار صعب، خاصة مع تحورات الفيروس المستمر، التي انتهت بـ«أوميكرون»، وعليه اعتمدت المملكة على الإعلام كركن أساسي في استيراتيجتها لمكافحة الجائحة، وهو ما يعكس حرص الحكومة على تقديم إحاطات إعلامية دورية بشأن هذه الجائحة، نظرًا لإدراكها للدور الكبير الذي يمكن أن تقوم به وسائل الإعلام في هذا السياق، وأهمية توظيفها لمواجهة هذه الأزمة التي تشكل تحديًا كبيرًا لدول العالم كافة.
وشاركت وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، بفاعلية في جهود التوعية والتشجيع وحث المواطنين والمقيمين على الالتزام بالتدابير والإجراءات خلال حملات التوعية ضد جائحة كورونا.
وتتواصل جهود وسائل الإعلام في التوعية المستمرة بمخاطر الفيروس، والتشديد على ضرورة الالترزام بالإجراءت الاحترازية وعدم التهاون؛ حيث إنه لا تخلو الصحف أو القنوات أو الحسابات على منصات مواقع التواصل الاجتماعي، من تنويه عن ضرورة التحوط والالتزام بالإجراءات الاحترازية.
ولعل المتابع يسهل عليه اكتشاف اتجاهات الجمهور السعودي نحو وسائل الإعلام الجديد، لمعرفة مستجدات «كورونا» ومتحوراتها، وأهميتها في نشر الوعي الصحي لديهم، وبحسب دراسة حديثه، فتتنوع المصادر التي يعتمد عليها المواطنين في متابعة أخبار مستجدات انتشار وباء كورونا، ويتصدرها «تويتر» بنسبة (89%)، ثم المواقع والصفحات الرسمية للدولة بنسبة (91.3%) يلي ذلك المواقع الإخبارية العربية بنسبة (52.8%) فــ«الصحف الإلكترونية» بنسبة(29.8%) ثم القنوات التليفزيونية على الإنترنت بنسبة (22.5%)، وأخيرًا «فيسبوك» بنسبة (15.8%).
وفي إطار حملاتها المستمرة، أطلقت وزارات المملكة عبر منصاتها المختلفة، حملات مكثفة لكيفية الوقاية من العدوى. وتنوعت طرق التوعية بفيديوهات مصورة، ورسائل موجهة من الحسابات الرسمية، والرسوم البيانية عبر بثها بواسطة الأوسام (الهاشتاجات) المتداولة، وذلك سواء بنشر طرق وقائية أو توجيه حلول للمستفيدين من خدماتها عبر حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي.
وزارة الصحة كرست حسابها الرسمي في بث رسائل في فيديوهات مسجلة، تخاطب فيها الناس باتباع الإجراءات الاحترازية ضد الفيروس. كما أكدت مؤسسة النقد العربي السعودي «ساما» على جميع المؤسسات المالية الخاضعة لإشرافها، المساهمة في الحملة التوعوية للتعريف بالتدابير الوقائية للتعامل مع فيروس كورونا الجديد.
وأدت وزارة الإعلام دورها بمشاركة وزارة الصحة في متابعة المستجدات للمرض، وجاءت حملات التوعية «النوعية» و«غير التقليدية» مكثفة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حثت المواطنين على ملازمة منازلهم حفاظًا على سلامتهم، وذلك كإجراء احترازي ضد فيروس كورونا.