أوصى مجلس إدارة إحدى الشركات -الإدارة العليا (الاستراتيجية)- بعدم ربط الفكرة بالتكلفة، وأن فقط ما يراد من أعضاء الإدارة الفكرة، أما التكلفة تقيم من قبل المختصين بعد قبولها. بصراحة أحس أن الوضع كان صعبًا على أعضاء الإدارة، خصوصًا في مجتمعاتنا نربط العمل وحتى النجاح أو عدمه بصورة أكبر بالتكلفة والعائد المادي ما أضاع الكثير من الفرص وأنهى كثير من الأفكار الممتازة بل الابتكارية بداعي تكلفتها وأنها خيالية وأن ..وأن ... حتى يتم وأدها في مهدها ؟!
قال ألبرت آينشـتاين: "إن الخيال أهم من المعرفة." ويقول أحد مديري والت ديزني السيد موني عن مؤسس الشركة": "عندما تفكِّر برؤية الرجل وبشمولية واتساع أفق رؤيته، ستستنتج أنه لم يسبق لأي كتاب تسويق أن ذكر أنه بإمكانك فعل كل هذه الأشياء تحت علامة تجارية واحدة وبوقت واحد". وكثير من المخترعات والشركات الناجحة بعالم اليوم بدأت بفكرة ابتكارية وخيالية.
وأيضًا حاليًا في ظل هذا العالم المتسارع في طرح وتنفيد الأفكار وهو ما نراه من خلال برامج وتطبيقات ونظم ومنتجات وجودة ترتفع، بل أخيرًا يطرح السفر للفضاء وحجز التذاكر للمريخ وغيرها من الأفكار التي أعتقد أن أصحابها لو فكروا بالتكلفة لما ظهرت، بل الآن تحققت أو على وشك التحقيق، وكثيرًا ما نسمع ويذكر من بعض الأخوة أنهم فكروا بنفس الفكرة، ولكن فلان أو الشركة الفلانية نفذتها.
ومن جانب آخر -ولله الحمد- هناك براءات اختراع تسجل لمجتمعنا، وهي بتزايد، وأعتقد أننا بالطريق الصحيح، وعليه نوصي بتوسيع الخيال لأفكارنا وعدم ربطها بالتكلفة أو أمور أخرى والتوكل على الله وحسن الظن به سبحانه بتسخير وتسهيل الأمور وإنفاذها، قال الله تعالى: (أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً).
