قال الشيخ سعد الشثري عضو هيئة كبار العلماء، إنه لا شك أن تخفيف المصاب عمن لحقهم شيء من المصائب من الأمور المستحبة والشرع جاء بمشروعية واسحباب أن يفعل الإنسان ما يخفف الألم الذي يلحق بالإنسان بسبب المصاب الذي يصيبه ومن هنا فإن الشريعة قد جاءت برفع عدد من الأمور النفسية التي تكون في نفس الإنسان ومن ذلك ما يتعلق بالحزن.
وأضاف الشيخ الشثري، خلال لقائه ببرنامج «يستفتونك» المذاع عبر فضائية «قناة الرسالة»، ورد في خبر أن من عزى مصابًا فله أجره وإن كان أكثر أهل العلم يضعفونه لكن قد ثبتت التعزية من فعل النبي، صلى الله عليه وسلم، وأصحابه وإنما الإشكال من شيئين أو ثلاثة، الأول فيما يتعلق بالتكاليف التي تبذل في أمور العزاء كأن يكون هناك إنفاق أموال في وضع السرادقات واستئجار أدوات بالأموال الطائلة ونحو ذلك مما يثقل كاهل أهل المصاب فبالتالي لا يعلمون هل يراعون ما لحقهم من الأذى والألم بسبب مصابهم أو يتابعون تلك التكاليف العالية.
وتابع أن الأمر الثاني ما يتعلق بالاجتماع والمضي بأوقات متطاولة عند أهل العزاء وثالثهم اعتقاد أن مثل هذا العزاء من القروبات التي يتقرب بها لله وبالتالي تجعل على هذه الهيئات المتكلفة، مشيرًا إلى أن الوصية هنا أهل العزاء يقومون بالتقرب إلى الله بعد وضع هذه التكاليف والتعزية تكون في أي مكان بالمسجد مثلًا أو بالهاتف والتواصل في أي موطن.
وأكد الشثري أن التعزية لا تختص بالوفاة ولكن بأي مصيبة كالمرض أو الخسارة المادية وغيرها، وهناك أمر آخر أن بعض الناس يأخذون من التركة لتحمل تلك الأموال في هذه التكاليف، وقد يكون في الورثة من لا يرضى أو لا يكون حاضرًا وغير مستفيد أو قاصرًا، وهذا يلحقهم إثم بذلك.
وعن الشرب والأكل في العزاء قال الشيخ الشثري: «كثير من أهل الزمان الأول يتحرزون من هذا الأمر؛ بحيث يجعلون منها زيارة تعزية، وليس أنس ولا تواصل ولا مودة فهو يريد أن يوصل لهم كلمة طيبة تخفف عنهم المصاب الذي لحقهم بالتالي لا يجلس الجلوس الكثير، ولا يكون هناك اجتماع متطاول مع المعزين ونحو ذلك من الأمور المكلفة».
اقرأ أيضًا: