أنهي نخبة من طلاب وطالبات الدراسات العليا في مجال الذكاء الاصطناعي من سبع دول يمثلون أرقى الجامعات العالمية، مساء أمس بمدينة الرياض مشاركتهم في القمة العالمية للذكاء الاصطناعي بنسختها الثانية التي اختتمت، وزاروا قصر المصمك بوسط الرياض، مطلعين على تاريخ العاصمة.
وشارك طلاب وطالبات الجامعات العالمية مع عدد من المبتعثين السعوديين في نفس التخصص، ضمن مبادرة التبادل المعرفي التي أطلقتها "سدايا" واستضافت على ضوئها، 19 طالبًا وطالبة، من أمريكا، وبريطانيا، والهند، والأردن، والجزائر، وكوريا الجنوبية، ونيجيريا، والذين يدرسون في جامعات ومعاهد عالمية عريقة منها جامعة السوربون في باريس، وجامعة أكسفورد، وجامعة كلية لندن، وجامعة دورهام، وجامعة نوتنغهام، وجامعة ساسكس في بريطانيا، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في ولاية ماساتشوستس الأمريكية، وكلية الملك في لندن.
وهدفت "سدايا" من هذه المبادرة إلى جذب القدرات العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي، وتعزيز دور الشباب المتميز انطلاقًا من رؤية المملكة 2030، وتطلعاتها لتمكينهم من قيادة مستقبل الذكاء الاصطناعي في المملكة والمنطقة والعالم.
وكان الطلاب والطالبات قد تنقلوا على مدى 3 أيام من القمة وضمن برنامج اليوم الأول للزيارة بين أعمال برنامج القمة من جلسات وورش عمل ولقاءات حوارية، واطلعوا على تجارب المعرض المصاحب للقمة مثل: منارة الذكاء الاصطناعي، كما زاروا جامعة الأميرة نورة وتعرفوا على مقتنيات المكتبة الأكاديمية المركزية، ووقفوا على تجربة "الذراع الآلي" الذي ينفذ طلبات استعارات الكتب في مكتبة الجامعة كما زار الوفد صالة المخطوطات التراثية في المكتبة. وفي إطار الحوارات المفتوحة التي تبنتها المبادرة عقد اجتماع ودي بين طالبات الذكاء الاصطناعي، نوقش فيه العمل في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي والفرص المستقبلية بعدها قام الوفد بزيارة مركز المحاكاة بالجامعة، ووقفوا على حالات المحاكاة الطبية والجراحية في المركز.
والتقى الطلاب والطالبات برئيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا” الدكتور عبدالله بن شرف الغامدي، ودار حوار إيجابي حول أعمالهم في مجال الذكاء الاصطناعي، بعدها زار الوفد جناح جامعة الملك سعود والتقوا برئيسة مركز الذكاء الاصطناعي في الجامعة الدكتورة هبة الجبرين، واطّلعوا على مشاريع طلاب الجامعة في مجال الذكاء الاصطناعي، كما زاروا المركز الوطني للذكاء الاصطناعي NCAI التابع لسدايا وخاضوا حوارًا مع باحثي المركز حول أعمالهم ومجالات التعاون المستقبلية. وشهد الوفد الطلابي جلسات اليوم الثالث للقمة، ووقفوا على تجارب مختبر الذكاء الاصطناعي بجامعة الفيصل ومشاريع الطلاب في هذا المجال، ليختتموا برنامجهم بزيارة لقصر المصمك -اليوم- تعرفوا خلالها على قيمة القصر كمعلم سعودي أثري وتاريخي يقع في قلب العاصمة الرياض. وبهذه المناسبة أوضح معالي رئيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا" الدكتور عبدالله بن شرف الغامدي، أن مبادرة التبادل المعرفي، تم تصميمها لتحقيق جملة من المكاسب منها إشراك الطلاب الزوار في حوارات التبادل المعرفي لاستكشاف فرص التعاون المستقبلي، وتعريفهم بجهود المملكة في ريادة مجال البيانات والذكاء الاصطناعي ومستقبل القطاع خلال رحلة سيقودها الطلاب السعوديين مع زملائهم من الطلاب الأجانب في الجامعات العالمية.
وأوضح الغامدي أن "سدايا" تتطلع من خلال المبادرة لبناء شراكات نوعية تدعم جهودها في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي، وتساعد بجذب القدرات العالمية التي تحقق الإضافة النوعية للمملكة، موضحًا أن المبادرة تسهم في تفعيل دور الشباب السعودي المتميز ودخولهم في حوار حقيقي ينمي روح القيادة لديهم، ويظهر قدراتهم المعرفية بما يعزز موقف المملكة في ريادة مجال البيانات والذكاء الاصطناعي، ومشيرًا إلى أن المبادرة تتيح المجال لتبادل المعرفة واستكشاف فرص التعاون المستقبلي عبر حوار بناء يجمع الشباب السعودي وطلاب الدراسات العليا في العالم في مجال الذكاء الاصطناعي. ولفت النظر إلى أن مبادرة التبادل المعرفي تؤدي دورًا مهمًا في إبراز البعد الحضاري للمملكة، وتمكين الطلاب من إظهار النماذج الحضارية وتاريخ المملكة، ومدى إظهار هذه الجوانب الحضارية وجهود المملكة التنموية في مختلف المجالات بما فيها مجال البيانات والذكاء الاصطناعي.