نفذ أعضاء فريق طبي سعودي، وعدًا قطعوه على أنفسهم، لمريض مصري كانوا يعالجونه من إصابات لحقت به وأسفرت عن بتر أجزاء من جسده، بزيارته في حفل زفافه بقريته في محافظة كفر الشيخ بدلتا مصر.
تفاصيل القصة رواها أخصائي العلاج الطبيعي بمدينة الأمير سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية، الدكتور مهند الغامدي، الذي أوضح أن المريض محمد السيد البالغ من العمر 28 عامًا، كان يعمل حارسًا في استراحة بالرياض، وحدث أن صعقته الكهرباء، ما أدى إلى أصابته بحروق وبترين علويَّيْن في اليدين تحت الكوع، وبتر في الساق اليسرى تحت الركبة، مضيفًا أنه تم علاجه بالمركز لمدة ثمانية أسابيع، وتم تركيب أطراف صناعية له، وفقًا لـ«العربية».
وأضاف الدكتور الغامدي، أن محمد السيد تمكن بعد فترة من تجاوز أزمته الصحية؛ حيث استطاع الأكل بنفسه وصعود ونزول السلم، وكنا دائمًا ما نسأله عن موعد زواجه، حيث إنه كان على وشك الزواج عند وقوع الحادث، مشيرًا إلى أن فريق العمل المكون من أخصائي العلاج الوظيفي مصطفى بو خمسين، والإداري بالقسم عبدالله الصفيان، وأخصائي العلاج الطبيعي عبدالإله القحطاني، وعدوه بأنه سيتحسن، وسيحضرون زفافه، خاصة وأن قصته أثرت فيهم، كما أن والدته حضرت لزيارته في المملكة، وأكدت له أن خطيبته متمسكة بالزواج به.
وحول تفاصيل زيارة الفريق الطبي لمصر، وحضوره حفل زفاف مريضه السابق، قال أخصائي العلاج الوظيفي مصطفى بو خمسين، إن فريق العمل تقدم إلى إدارة المستشفى بطلب حضور حفل زواج محمد السيد، ووجد ترحيبًا كبيرًا من الإدارة، وتم ترتيب كافة الإجراءات لهذه المشاركة، موضحًا أنهم وجدوا ترحيبًا وكرمًا لا يوصف من أهالي كفر الشيخ بمصر.
وأوضح بو خمسين قائلًا، إن مدة علاج محمد السيد التي استغرقت ثمانية أسابيع نسجت نوعًا من التفاعل معه، إضافة إلى إصراره على الحياة والابتسامة التي لم تفارق وجهه رغم معاناته وألمه، حيث كان يتمرن بحماس من الساعة السابعة صباحًا وحتى الرابعة عصرًا، وأعطى الجميع درسًا في العزيمة والقوة.
من جانبه، قال محمد السيد، إنه يشعر بسعادة غامرة بسبب زيارة فريقه الطبي المعالج، مؤكدًا أن قصته منذ بدايتها وحتى نهايتها تؤكد قدرة الله عز وجل على خلق الإرادة الصلبة في الإنسان، مشيرًا إلى أنه رغم كل الصعوبات التي واجهته، إلا أنه تمكّن من العيش وممارسة حياته بشكل طبيعي.
