رسميًّا.. السعودية عضو في مجموعة العمل المالي «فاتف»

تقديرًا لجهودها في مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب
رسميًّا.. السعودية عضو في مجموعة العمل المالي «فاتف»
تم النشر في

وافق الاجتماع العامّ لمجموعة العمل المالي (فاتف) على منح المملكة مقعد عضو لديها، وتعدّ المملكة أول دولة عربية تحصل على هذه العضوية، وذلك في الاجتماع العامّ للمجموعة الذي عقد في مدينة أورلاندو بالولايات المتحدة الأمريكية خلال الفترة 19-21/6/2019م.

ويأتي انضمام المملكة في الوقت الذي تحتفل فيه مجموعة العمل المالي (فاتف) بمرور 30 عامًا على تأسيسها وانعقاد أولى اجتماعاتها في مدينة باريس الفرنسية في العام 1989م.

وجاءت الموافقة بعد أن قدّمت المملكة تقارير عن التقدم الملموس الذي حققته موضحة الإجراءات والجهود التي بذلتها في تنفيذ خطة العمل المعتمدة من قبل مجموعة العمل المالي.

وتجدر الإشارة إلى أن المملكة عضو مؤسس لمجموعة العمل المالي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (مينا فاتف) منذ نوفمبر من عام 2004م. وقد تلقّت المملكة دعوة من مجموعة العمل المالي في بداية عام 2015م للانضمام كعضو مراقب إلى عضوية فاتف، وهي المجموعة المعنية بإصدار المعايير والسياسات وأفضل الممارسات الدولية لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب وانتشار التسلّح.

وقد جاءت الدعوة تثمينًا لمكانة المملكة على المستويين الدولي والإقليمي، وللجهود والإجراءات التي تقوم بها في مجال مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب وانتشار التسلّح، ووفائها بالمعايير والمتطلبات الدولية الصادرة في هذا الشأن، والتزامها بالاتفاقيات الدولية والثنائية كافة المتعلقة في هذا المجال.

وبعد تلقّي الدعوة صدرت موافقة مجلس الوزراء الموقّر بالبدء في إجراءات الانضمام إلى هذه المجموعة الدولية المهمة؛ حيث حصلت المملكة على مقعد عضو مراقب في المجموعة في شهر يونيو من عام 2015م، على أن تقوم المملكة باستكمال إجراءات الانضمام، ومنها إجراء عملية التقييم المتبادل للمملكة للحصول على العضوية في المجموعة.

وأنهت المملكة عملية التقييم المتبادل في يونيو 2018م وأثبتت مدى فعالية وكفاءة إجراءات المكافحة التي تقوم بها الجهات المعنية في المملكة في مجال مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب وانتشار التسلّح الذي تبيّن -من خلال نتائجه- ارتفاع مستوى فعالية وكفاءة إجراءات المكافحة في المملكة.

ويُعد حصول المملكة على عضوية مجموعة العمل المالي منسجمًا مع جهودها وبرامجها المالية والاقتصادية وتحقيقًا لرؤية المملكة 2030 التي تهدف لدعم تنمية الاقتصاد الوطني وزيادة كفاءة القطاع المالي، وهي أحد الأهداف المهمّة لبرنامج تطوير القطاع المالي بقيادة وزارة المالية.

وبحصول المملكة على العضوية في مجموعة العمل المالي يكون عدد الأعضاء الدائمين في المجموعة حاليًا 39 عضوًا ومنهم أبرز الدول المؤثرة على مستوى العالم مثل الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن وأغلب دول مجموعة العشرين، كما سيعزّز انضمام المملكة للمجموعة دورها في المحافل الدولية ويسهم في إبراز جهودها بشكل أكبر في مجال مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب وانتشار التسلح، وايجاد مزيد من التوازن الجغرافي للدول الأعضاء في مجموعة العمل المالي بوصفها دولةً لها ثقلها في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. إضافة إلى ذلك فإنّ مشاركة المملكة بخبراتها وتجاربها مع الدول الأعضاء في المجموعة سيسهم في تطوير وإكمال المنظومة العالمية لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب وانتشار التسلح. وبعضويتها في المجموعة ستتمكن المملكة من الحصول على فرصة المشاركة بشكل مباشر في صياغة قرارات وسياسات فاتف.

كما أن انضمام المملكة إلى مجموعة العمل المالي سيسهم في تعزيز وتطوير قدرات وخبرات المختصين في المملكة من خلال الاطلاع المباشر على تجارب وخبرات الدول المتقدمة والمشاركة في المناقشات المطروحة خلال الاجتماعات العامة للمجموعة، والمشاركة في أعمال وأنشطة فرق العمل.

وقد ترأّس محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي رئيس اللجنة الدائمة لمكافحة غسل الأموال الدكتور أحمد بن عبدالكريم الخليفي وفد المملكة المشارك في الاجتماع.

وبهذه المناسبة رفع الخليفي التهنئة إلى خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- لحصول المملكة على العضوية في مجموعة العمل المالي، مشيدًا بالدعم اللامحدود الذي قدمته القيادة الرشيدة في هذا الجانب الذي بلا شك سيضاف إلى الإنجازات والمكتسبات التي تحققت للمملكة. كما ثمّن المحافظ الجهود المبذولة والتعاون والتنسيق بين الجهات كل المعنية بمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب وانتشار التسلّح واللجان ذات العلاقة في المملكة التي أسهمت بشكل كبير في اجتياز المملكة عملية التقييم المتبادل والحصول على العضوية في المجموعة.

وأوضـح الدكتور الخليفي أن هذا الإنجاز الذي تحقّق للمملكة هو تقدير للدور الكبير الذي تؤديه المملكة في مجال المكافحة على المستويين الدولي والإقليمي، وما تقدمه من دعم للجهود والإجراءات الدولية الرامية لمكافحة الجريمة بمفهومها الشامل بما فيها جرائم غسل الأموال وتمويل الإرهاب وانتشار التسلح، وحرصها على العمل مع منظمات المجتمع الدولي المعنية بما يخدم مصالح الدول والشعوب.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa