تُنظم الهيئة الملكية لمحافظة العُلا في الفترة المقبلة بطولتي كأس خادم الحرمين الشريفين الدولية للقدرة والتحمل، وريتشارد ميل العلا لبولو الصحراء. وتأتي استضافة الحدثين العالميين لتعكس اهتمام الهيئة بتأسيس ودعم قطاع الفروسية كأحد قطاعات التنمية المستدامة.
ويوضّح لنا في هذا الحوار الأستاذ عبدالرحمن السويدان، مدير عام المبادرات الخاصة بالهيئة الملكية لمحافظة العُلا، كيف أن بطولات الفروسية العالمية هي جزء من مشروع كبير يمتلك إمكانات هائلة لتعزيز اقتصاد المنطقة.
هل يمكنك إعطاء لمحة عامة عن استراتيجية العُلا على المدى الطويل، وعن التأثير الاقتصادي الذي تأمل في إحداثه من خلال استضافة بطولات الفروسية العالمية؟ترتبط الخيل بتراث العلا على مدى السنوات كما تظهر النقوش الأثرية على صخور العلا، ونعمل على الحفاظ على هذا الإرث الثقافي. لدينا طموح كبير لتطوير قطاع الفروسية كأحد القطاعات الاقتصادية المستدامة في العُلا، وجعلها مرجعًا لأنشطة الفروسية في المنطقة بما يشمل رياضات الفروسية وأنشطة الرحلات والمسارات السياحية والعروض المرتبطة بالخيل وغيرها.
نعمل على 3 ركائز رئيسية بالتعاون مع الشركاء من القطاع العام والخاص:
• الركيزة الأولى: تطوير قطاع الفروسية
• الركيزة الثانية: الحوكمة والإشراف على قطاع الفروسية في العلا
• الركيزة الثالثة: تطوير الأصول وتنظيم أنشطة الفروسية
التزامنا بتطوير القطاع بأعلى المعايير والمستويات العالمية هو دليل واضح على طموحنا بأن تصبح العُلا وجهة عالمية للفروسية. وتنطلق بتاريخ 29 يناير بطولة كأْس خادم الحرمين الشريفين الدولية للقدرة والتحمل 2022؛ حيث سيتنافس 200 فارس وفارسة من أكثر من 30 دولة من مختلف أنحاء العالم على لقب البطولة وجوائزها، البالغة 15 مليون ريال سعودي. تليها بطولة ريتشارد ميل العُلا لبولو الصحراء في 11 و 12 فبراير، والتي ستشهد مشاركة من أفضل لاعبين البولو العالمية.
وستمنح كلتا البطولتين الفرصة لمشاركة العُلا وتاريخها مع رياضتين مميزتين، مع توفيرها للمنصة المناسبة لعرض جزء من رؤيتنا لمستقبلها.
شهدت السنوات الأخيرة إقامة بطولات عالمية في القدرة والتحمل والبولو، ما هو الأثر الإيجابي الذي نتج عن ذلك من الناحية الاقتصادية؟
لقد استفاد الاقتصاد المحلي من استثمارات عديدة؛ حيث يشارك 200 فارس وفارسة بالإضافة إلى أعضاء الفرق والطاقم والذي يصل عددهم إلى 1600 شخص. كما نستضيف هذا السنة ما يقارب 80 فارسًا من أكثر من 30 دولة حول العالم للمشاركة في البطولة، وهو الأمر الذي انعكس اقتصاد العلا بما يشمل قطاعات الإنشاءات والضيافة والأطعمة والخدمات اللوجستية والتشغيلية.
كما تسهم البطولة في خلق العديد من الفرص الوظيفية للمجتمع المحلي في مختلف المجالات مثل الأمن وإدارة الحشود والخدمات الإرشادية وتنظيم الفرق؛ حيث تم توظيف أكثر من 250 موظفًا وموظفة من أبناء وبنات محافظة العلا لتنظيم البطولة.
من وجهة نظركم.. أين تكمن الفرص الإضافية؟
نهدف إلى تطوير قطاع اقتصادي مستدام وتنظيم أنشطة الفروسية في العلا بالشراكة مع الهيئات والاتحادات الرياضية المرتبطة بالقطاع. كما نعمل على أن تكون العلا جاهزة لاستضافة بطولة العالم للقدرة والتحمل بمختلف التصنيفات. هذا الهدف سيفتح بابًا كبيرًا للفرص على مختلف الأصعدة الداعمة للاقتصاد المحلي، فهناك اهتمام واسع عالمياً، ولتحقيق ذلك سيتطلب الأمر وجود بنية تحتية قوية وأساس صلب. لهذا السبب نقوم حاليًّا بتركيز اهتمامنا على أفضل الممارسات في جانب تنظيم البطولات وصحة وسلامة الفرسان والخيول، ويتعلق الأمر ببناء القدرات والالتزام بمعايير عالية والسعي وراء التميز.
توفير فرص عمل للأفراد أمر مهم في عملية جعل العُلا من أهم الوجهات التي يجب زيارتها، وهناك ارتباط تراثي وثيق بين الخيل والمنطقة، وعُرف من ينتمي لها بمهارتهم في الفروسية على مدار قرون. وهناك نقوش تاريخية في العُلا توضح العلاقة القوية التي تربط بين البشر والخيول.
ويعتبر قطاع الفروسية أحد القطاعات الاقتصادية ضمن استراتيجية العُلا طويلة المدى، والترويج لها كوجهة فريدة من نوعها في شبه الجزيرة العربية. وتشتمل رؤية الهيئة الملكية لمحافظة العُلا تطوير البنية التحتية وبناء المرافق الهامة الداعمة لرياضة الفروسية، كذلك بناء المزيد من مسارات السير للخيول لإثراء المشهد الثقافي للزوار خلال زيارتهم للمواقع التاريخية.
ومن ناحية سياحية، ما هي الأسواق الرئيسية التي تركزون عليها؟
تمتلك العلا مناطق أثرية وطبيعية ذات أهمية عالمية مثل الحجر المدرجة على لائحة اليونيسكو للتراث العالمي وبعض المواقع الأثرية الأخرى، مثل «دادان» و«جبل عكمة» و«البلدة القديمة». بالإضافة إلى المواقع والمحميات الطبيعية مثل محمية شرعان. حيث نعمل على تطوير تجارب سياحية مرتبطة بالخيل في تلك المواقع لإثراء المشهد الثقافي للزوار والاستمتاع بهذا التاريخ العريق.
فعلى سبيل المثال، نعلم أن هناك قطاع فروسية كبيرًا وحيويًا في الولايات المتحدة الأمريكية ويجذب الكثير من السياح كل عام. وهناك ارتباط وثيق أيضًا في أجزاء من المملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا ودول أوروبية أخرى كما هو الحال في العُلا.