جانب من فعاليات يوم التأسيس
بثوبه الأبيض، الذي تعلوه «الطاقية، والشماغ، والعقال» على الرأس تراه معتزًّا بعاداته وتاريخه، لافتًا أنظار العالم إلى إنجاز حضاري صنعه شعب يشبه في همته «جبل طويق».
تحل ذكرى يوم التأسيس؛ لتطلّ معها حقائق ثرية بشأن تلك الشخصية المتفردة تاريخيًّا والنابضة بالعطاء الذي لا ينضب؛ حيث تعترف مقاربات التحليل السياسي والاقتصادي للحالة الراهنة في المملكة بوجود ثروات كبيرة في تلك البقعة التي تفردت بعبقرية الزمان والمكان، لكنها تعترف أيضًا بأن تلك الميزات صادفت عقلية فريدة وشخصية دفاقة بالعمل، فما أن لامست إرادة سياسية، حتى تحقق للمملكة إنجازها الحضاري النوعي.
تخاطب ذكرى يوم التأسيس في السعوديين، إرثًا مشرفًا وقيمًا سياسية وحضارية عليا؛ باتت محل اهتمام الدبلوماسيين الأجانب وليس أدل على ذلك من شهاداتهم بحق المملكة واستمرار عدد غير قليل منهم في تلك الأرض الغنية بركائز الاستقرار والأمن والأمان.
يجدد يوم التأسيس اعتزاز الشخصية السعودية بإرثها وحضارتها وتاريخها التليد، فالسعودي في أي موقع يشرف وطنًا تشرب منه القيم وأدرك به الأصل وترسخ فيه اعتزازه بهويته وعاداته وتقاليده، حتى باتت معطيات الحياة الاجتماعية للسعوديين مزيجًا بين الحداثة والتطور من ناحية، وبين التقاليد التاريخية الراسخة من ناحية أخرى.
يطرح يوم التأسيس أيضًا، ذلك الاتساق المتجدد بين الشعب وقيادته، ليجدد الحاجة إلى مزيد من الدراسة العميقة لأسرار النجاح الذي صدَّر المملكة للعالم كقوة دولية فاعلة، لا تهزها أزمات ولا يقدح في مركزها الدولي تقلبات، وهكذا يكون تأثير التحديات أمام تلك الإرادة الصلبة، «سواء مع العدم».
