«نهاية اللعبة».. المباحثات النووية تشعل معركة في طهران بين روحاني والتيار المتشدد

حذّرت منها صحيفة واشنطن بوست..
«نهاية اللعبة».. المباحثات النووية تشعل معركة في طهران بين روحاني والتيار المتشدد

تحدثت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية عن معركة جديدة تدور رحاها داخل إيران، يتزعمها التيار المتشدد الذي بات يوجه ضربات قاسية في الآونة الأخيرة ضد حكومة الرئيس حسن روحاني بهدف زرع الفتنة بشأن المباحثات النووية المنعقدة في فيينا مع الولايات المتحدة والدول الموقعة على اتفاق العام 2015.

وتحدثت الصحيفة، في تقرير نشرته اليوم الثلاثاء، عن تغير في المشهد الإعلامي بالتلفزيون الإيراني، وخصت بالذكر سلسلة من البرامج الوثائقية بعنوان «نهاية اللعبة» بُثت في الأيام الماضية، تهاجم بشكل واضح حكومة روحاني، وتصور وزير خارجيته بأنه «متأثر بجواسيس الغرب الساعين لسرق معلومات بشأن المباحثات النووية».  

وادعى وثائقي آخر أن «المفاوضين الإيرانيين ينزلقون في فخ من صنع الولايات المتحدة... فالولايات المتحدة تخطط لرفع العقوبات على الورق فقط وإجبار إيران على تخفيض نشاطها النووية مقابل لا شيء».

ورأت الصحيفة الأمريكية أن هذا إنما دليل على المعركة الدائرة بين الفصائل السياسية المختلفة، التي جعلت من المباحثات النووية بمثابة «هراوة»، على حد تعبيرها، استخدمها التيار المتشدد، المتشكك في المباحثات مع الغرب، لتوجيه الضربات الأقسى، مستغلًا سيطرته على الإعلام لانتقاد حكومة روحاني والتيار المعتدل.

ويتوقع محللون أن تزيد هجمات التيار المتشدد ضد روحاني، وأن تعقد المباحثات النووية الجارية في فيينا، ويرى آخرون أنها مجرد مناوشات سياسية قبيل الانتخابات الرئاسية المقررة في يونيو المقبل، في سباق سيؤثر بلا شك على مسار الملف النووي.

وزادت تلك الهجمات، وهي انعكاس للمشهد السياسي التنافسي في إيران، خطوط المواجهة بين التيار المتشدد والتيار المعتدل مع اقتراب الانتخابات، في الوقت الذي ظهرت فيه بعض بوادر تقدم في المباحثات بشأن اتفاقية العمل الشاملة المشتركة.

وفي هذا الصدد، قال علي واعظ، مدير مشروع إيران في مجموعة الأزمات الدولية: «من الواضح أن هذا هجوم منظم من قبل معارضي اتفاقية العمل الشاملة المشتركة في إيران ضد إحياء الاتفاق من قبل حكومة روحاني».

وأضاف أن «الزيادة في الهجمات مدفوعة بالخوف. فمع تقدم مباحثات فيينا، يشعر المتشددون بقلق متنامي من تداعيات الانتخابات المقبلة، واحتمالات أن يعزز نجاح المفاوضات موقف مرشح من التيار المعتدل، مثل وزير الخارجية محمد جواد ظريف».

وتابع: «لكن هذه الأمور ليست جديدة، إنها إعادة لنظريات المؤامرة التي ظهرت بالعام 2015 و2016»، في إشارة إلى الفترة التي سبقت توقيع الاتفاق النووي، مضيفًا: «الأمر المثير بالنسبة لي هو أن الحكومة تقاتل هذه المرة علانية. هذا يدل على أن حكومة روحاني لا تملك ما تخسره، وترغب في المخاطرة للتأكيد على أن إنجازتها لا تنحصر في اتفاق جامد واقتصاد متعثر».

وأظهر التسجيل المسرب لوزير الخارجية جواد ظريف صعوبة المنافسة بين التيارات السياسية في إيران؛ حيث اشتكى فيه من محاولات الأجهزة الأمنية والحرس الثوري تقويض المباحثات الدبلوماسية.

وفيما تسعى إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، وحكومة حسن روحاني لإحياء الاتفاق، يواجه كلاهما معارضة شديدة بالداخل؛ حيث يطالب المعارضون في واشنطن بقيود أقوى لإنهاء أنشطة إيران العسكرية في المنطقة ووقف برنامجها للصواريخ الباليستية.

اقرأ أيضًا:

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa