دراسة: عواقب تغير المناخ قد تحرم الأجيال القادمة من الطعام

العناصر النباتية مهددة بالاختفاء في أنحاء أوروبا
دراسة: عواقب تغير المناخ قد تحرم الأجيال القادمة من الطعام

أكدت دراسة أجراها مركز الأبحاث البيئية وتطبيقات الغابات في إسبانيا «Creaf-UAB» أن الجفاف المرتبط بتغير المناخ قد يؤدي إلى الحد من التنوع البيولوجي للكائنات الحية في التربة، وإبطاء تحلل الأوراق المتساقطة، مما قد يعرض العناصر الغذائية النباتية للخطر في جميع أنحاء أوروبا.

وأجريت الدراسة، التي نشرت في مجلة «Global Change Biology»، في 54 قطعة أرض بها نباتات طبيعية تقع في المملكة المتحدة وهولندا والدنمارك والمجر وإسبانيا وإيطاليا؛ حيث قام الباحثون بمحاكاة اثنين من آثار تغير المناخ على مدار أربع سنوات: أمطار أقل وارتفاع في درجات الحرارة في كل مرة.

ولمحاكاة الحد من هطول الأمطار، قام الباحثون في بعض المخططات بتركيب لوحة قماشية ممتدة تلقائيًا في حالة المطر، وإخراج جزء من الماء الذي سقط خارج قطعة الأرض، ولمحاكاة الزيادة في درجة الحرارة في المخططات الأخرى وضعوا لوحة قماشية عاكسة تمتد كل ليلة للحد من فقدان الحرارة.

وقدَّر الباحثون مدى سرعة تحلل فضلات أوراق الشجر، وقاسوا في نهاية أربع سنوات تنوع الكائنات الحية في التربة التي تسمى «الزنبركات»، والتي تشارك بشكل مباشر في التحلل، وقارنوا نتائج هذه العوامل مع تلك التي لم يتم تطبيقها.

وكانت النتيجة هي أنه كلما زاد الجفاف، انخفض تنوع الزنبرك وتباطأ تحلل النبات الذي يقع على الأرض.

وقال جويل بيجويرو الباحث الرئيسي في الدراسة: «على الرغم من أننا درسنا هذا التأثير في قطع النباتات الطبيعية، فمن المحتمل جدًا حدوثه أيضًا في النظم البيئية الزراعية؛ لأن المناخ هو نفسه بالنسبة للجميع، بحيث يمكن أن يكون للتأثير المتسلسل في النهاية عواقب على قدرتنا على إطعام أنفسنا».

وقد رأى الباحثون أيضًا أن الجفاف لا يقلل فقط من عدد أنواع «الكوليمبولانات» الموجودة في التربة، ولكن الأنواع التي تقاوم ترتبط ارتباطًا تطوريًا أكثر ببعضها البعض.

وأضاف بيجويرو: «بما أن الأنواع ذات الصلة تؤدي عادة وظائف مماثلة داخل النظام البيئي، فإن ما حدث في محاكاتنا يمكن مقارنته باختفاء بعض المهن في مجتمع بشري».

وخلص بيجويرو إلى القول: «الشيء المهم هو أن ندرك أنه في ظل أقدامنا يعيش عالم من الحياة نعتمد عليه بالكامل ويعاني أيضًا من تغير المناخ، لقد بدأنا للتو في التحقيق».

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa