
بعث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، برقية تهنئة للرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، بمناسبة ذكرى يوم الاستقلال لبلاده، الذي يحل في 20 مارس الجاري، أعرب خلالها الملك باسمه واسم شعب وحكومة المملكة عن أصدق التهاني وأطيب التمنيات بالصحة والسعادة للرئيس التونسي، ولحكومته وشعبه الشقيق اطراد التقدم والازدهار.
كما بعث صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان (ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع) برقية تهنئة للرئيس للسبسي بالمناسبة نفسها، وعبَّر سموه عن أطيب التهاني وأصدق التمنيات بموفور الصحة والسعادة للرئيس ولحكومة وشعب الجمهورية التونسية الشقيق المزيد من التقدم والازدهار.
ويحتفل التونسيون، في 20 مارس من كل عام بذكرى عيد الاستقلال، إحدى المحطات المضيئة في تاريخ الشعب الشقيق، التى تجسد انتصاره في معركة النضال الطويلة التى امتدت من عام 1881 حتى عام 1956، ويعتبر عيد الاستقلال المناسبة التي يستحضر فيها التونسيون نضالات أبناء وبنات الشعب التونسي وشهداء تونس في مواجهة قوى الاستعمار.
وسمحت معاهدة «باردو» التي تم إمضاؤها في 1881 بخرق السيادة الوطنية والاحتلال الكامل للبلاد وإخضاع الباي للحماية الفرنسية؛ حيث أمضى محمد الصادق باي المعاهدة المفروضة عليه، والتي تعلن حماية فرنسا على البلاد التونسية.
وعليه، يعتبر الاستقلال محطة مهمة في تاريخ تونس، فبعد سقوط حكومة، منداس فرانس، تواصلت المفاوضات مع فرنسا؛ لمراجعة الاتفاقيات في اتجاه الاستقلال التام، وأسفرت المفاوضات الجديدة عن بروتوكول الاستقلال في 20 مارس 1956.
وخلال تلك الفترة تم العمل داخل تونس وخارجها على التعريف بالقضية التونسية ومن أبرز محطات ذلك النضال تحول الزعيم الحبيب بورقيبة إلى القاهرة وفتح مكتب المغرب العربي وسفره إلى نيويورك سنة 1945؛ حيث شرح القضية التونسية إلى الرأي العام العالمي.
ومنذ سنة 1949 أعاد تنظيم الحزب الحر الدستوري وأعد الشعب من جديد للكفاح قبل أن يتحول إلى الخارج لمزيد من التعريف بالقضية التونسية؛ ليتوج هذا المسار النضالي الوطني الشامل بنيل الاستقلال يوم 20 مارس 1956.
وقد تم التوقيع على وثيقة الاستقلال بعد مفاوضات بين فرنسا وتونس، وتوصل بعدها مناضلون تونسيون مع الوفد الفرنسي المفاوض بالسماح بما تقتضيه من ممارسة تونس مسؤولياتها في ميادين الشؤون الخارجية والأمن والدفاع وتشكيل جيش وطني.
وتم انتخاب الحبيب بورقيبة رئيسًا للمجلس القومي التأسيسي وتكليفه بتشكيل الحكومة التونسية، قبل أن تبدأ مسيرة البلاد بعد تحقيق الجلاء النهائي لآخر جندي فرنسي عن الأراضي التونسية، وتحديدًا من بنزرت في 15 أكتوبر 1963.