أدوات مراقبة صحتك قد تتحول إلى تهديد

أحدث النصائح لمدمني هذه العملية..
أدوات مراقبة صحتك قد تتحول إلى تهديد

يعتقد البعض أن مراقبة بياناتهم الصحية بشكل تفصيلي أمر حميد، ولذلك يستخدمون التطبيقات ومواقع الويب والأجهزة القابلة للارتداء لمراقبة كل خطوة يتخذونها، كل نبضة، دورات نومهم، وتقدمهم في تدريبات اللياقة البدنية.

لكن الطبيب النفسي د. جورج زجوريديس، مؤلف كتاب (أوقف القلق بشأن صحتك) له رأي آخر، إذ يقول إن هذه البيانات التي لا حدود لها، يمكن أن تسهم في ثقافة القلق الصحي؛ حيث يلاحظ بشكل متزايد أن الناس يشعرون بالقلق المفرط حيال القضايا الصحية، لدرجة أنها قد تتداخل مع الصحة العقلية والعمل والعلاقات، مسببة ما يُشبه الهوس.

وحسب د. زجوريديس، الآن يمكنك حساب كل السعرات الحرارية، وكل خطوة تقوم بها، والأشخاص الذين قد يكون لديهم ميل نحو الهوس بالأرقام أو التركيز عليها، فإن هذا يغذي السلوك بطريقة غير مفيدة دائمًا.

وفي عام 2015، وجد الباحثون في جامعة ديوك في نورث كارولينا، أن تتبع النشاط يمكن أن يقلل من التمتع بأي هواية يحاول شخص ما قياسها، بل يؤدي بالناس إلى فعل القليل منها، عندما يكون المتتبع في وضع إيقاف التشغيل!

وقد وجدت دراسة نُشرت عام 2017 في مجلة سلوكيات الطعام، ارتباطات بين استخدام عدد السعرات الحرارية و/أو أجهزة تتبع اللياقة البدنية، وأعراض اضطرابات الأكل بين طلاب الجامعات، فيما وجد استطلاع أُجري في 2016 لمستخدمات بعض هذه الأجهزة، أن ما يقرب من 60 في المائة منهن شعرن بأن الأجهزة كانت تسيطر على أيامهن، وقالت 30 في المائة منهن إن الأداة عدو جعلهن يشعرن بالذنب.

وعلى الرغم من أن أجهزة التتبع هذه تنمو أكثر وأكثر، إلا أن الضغط عليها- لأسباب تتراوح من الصحة العقلية إلى خصوصية المستهلك- في تصاعد مستمر، وحسب الخبراء فإن هذه التقنيات لا تعطي حقيقة ثابتة؛ حيث يمكن مثلًا أن يرتفع أو ينخفض وزن شخص ما اعتمادًا على وقت الذهاب إلى الحمام، وكمية الملح التي تناولها، ومتى تبول، وما إذا كان يعاني من الجفاف، وإعطاء معلومات عن الأشياء، التي تصعد وتندرج ضمن هذا النطاق أمر محير ومثبط للهمم، ولا يساعد في فهم العلاقة بين السبب والنتيجة.

وحسب الخبراء، فإن هذه الأدوات يمكن أن تصبح أسلحة تهدد الإنسان، فقد يكون الحمل الزائد لمعلومات التغذية مثلًا مهددًا، فلدينا معظم معلومات التغذية في العالم، ومع ذلك فإن وجود المعلومات وحدها لن يجعلك الأكثر صحة، ولكن الأفضل من ذلك هو الاستماع إلى الإشارات الداخلية، بدلًا من تطبيقات الصحة واللياقة البدنية، فإذا كنت أحد هؤلاء الأشخاص المتصلين بهذه التطبيقات والأدوات الذكية، فربما حان الوقت لأن تأخذ قسطًا من الراحة، لتلاحظ ما تشعر به دونها، ولتثق في نفسك، فالاستماع لها هو الشفاء الحقيقي.
 

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa