السيسي بعد تسلمه رئاسة الاتحاد الإفريقي: مواجهة الإرهاب تبدأ بتحديد داعميه ومموليه

أكد مبدأ «الحلول الإفريقية للمشاكل الإفريقية»
السيسي بعد تسلمه رئاسة الاتحاد الإفريقي: مواجهة الإرهاب تبدأ بتحديد داعميه ومموليه

قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، عقب تسلمه، اليوم الأحد، الرئاسة الدورية للاتحاد الإفريقي إن مكافحة الإرهاب يجب أن تتم بشكل شامل يبدأ بتحديد داعميه ومموليه، ومواجهتهم في إطار جماعي.

وقال السيسي، خلال الجلسة الافتتاحية للقمة الثانية والثلاثين للاتحاد الإفريقي، التي تستمر يومين في أديس أبابا عاصمة إثيوبيا، إن مصر ستعمل «جاهدة على مواصلة الطريق للإصلاح المؤسسي والهيكلي والمالي للاتحاد، واستكمال ما تحقق من إنجازات، ترسيخًا لملكية الدول الأعضاء لمنظمتهم القارية، وسعيًّا نحو تطوير أدوات وقُدرات الاتحاد ومفوضيته لتلبية تطلعات وآمال الشعوب الإفريقية».

وأضاف: «أقف أمامكم اليوم، واعيًّا لحجم المسؤولية الكبيرة التي عهدتم بها إلى مصر لتنسيق العمل الإفريقي المُشترك في ظرف دولي وقاري دقيق، تعصف به نزعات التطرف وموجات الإرهاب، وتتزايد فيه التحديات التي تواجه مفهوم الدولة الوطنية، في وقت تتعاظم فيه تطلعات الشعوب».
وتابع: «وليس هناك ما يبعث على التفاؤل مثل اجتماعنا معًا للتدبر والتداول في شؤون قارتنا المجيدة، وتنسيق خطانا على طريق المسيرة الواحدة من أجل إسعاد مئات الملايين من أبنائنا وأحفادنا، وهو الهدف الذي نكرس له كل عملنا وجهدنا».

وأكد السيسي أهمية ترسيخ مبدأ «الحلول الإفريقية للمشاكل الإفريقية»، فهو السبيل الوحيد للتعامل مع التحديات المُشتركة التي تواجه إفريقيا، مشيرًا إلى أن إفريقيا «أكثر قدرة على فهم تعقيدات مشاكلها وخصوصية أوضاعها، ومن ثم أقدر على إيجاد حلول ومعالجات جادة وواقعية تُحقق مصالح شعوبها وتصونها من التدخل الخارجي والسقوط في براثن الأنماط المبتكرة والمُعاصرة من الاستغلال، تلك الأنماط المعاصرة التي لا تلائم واقعها».

وقال الرئيس المصري: «بالرغم من جهودنا الحثيثة للسيطرة على النزاعات بالقارة ومحاصرتها، وخطتنا الطموحة لإسكات البنادق في كل أرجاء القارة بحلول عام 2020، فلا يخفى عليكم أن الطريق أمامنا لا يزال طويلًا لإنهاء الاقتتال في إفريقيا، وعلينا أن نستمر في السعي سويًّا لطي تلك الصفحة الأليمة من تاريخ النزاعات في إفريقيا، والتي نالت من آمال التنمية بالقارة».

ودعا السيسي قادة إفريقيا إلى العمل على إعادة إحياء وتفعيل سياسة القارة الإطارية لإعادة الإعمار والتنمية في مرحلة ما بعد النزاعات، ولوضع خطط عمل تنفيذية، تُحصن الدول الخارجة من النزاعات ضد أخطار الانتكاس، وتساعد على بناء قُدرات مؤسسات الدولة؛ لتضطلع بمهامها في حماية أوطانها، وتسهم في التئام جروح المجتمعات الإفريقية .

وأعرب الرئيس المصري عن تطلعه لإطلاق أنشطة مركز الاتحاد الإفريقي لإعادة الإعمار والتنمية في مرحلة ما بعد النزاعات، والذي تستضيفه القاهرة، في أقرب وقت ممكن؛ ليكون بمثابة منصة تنسيق جامعة وعقل مفكر يعكف على إعداد برامج مُخصصة للدول الخارجة من النزاعات، تراعي خصوصية الدولة، وتحمي حقها في ملكية مسار إعادة الإعمار والتنمية.

واكد السيسي أن الإرهاب يظل سرطانًا خبيثًا يسعى للتغلغل في أجساد الأوطان الإفريقية، ويهاجم مفاصل الدولة الوطنية، ويختطف أحلام الشعوب وأبنائها، مشيرًا إلى أن مكافحة الإرهاب بشكل شامل تتطلب منا تحديد داعميه ومموليه، ومواجهتهم سويًّا في إطار جماعي وكاشف».

وقال السيسي: «ومع إدراكنا لصعوبة تلك المعركة وتعقيدها، تظل هي الطريق الأمثل لاجتثاث جذور الإرهاب والقضاء عليه، ولا يُقلل ذلك من حتمية دحض سموم التطرف التي تُفرز الإرهاب، وضرورة تعزيز مؤسسات الدولة الوطنية الحامية والقوية».

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa