خسائر جديدة لأردوغان العدواني- المخادع.. وتقرير يفضح المسكوت عنه

استبداد الرئيس يعزز قوة المعارضة..
خسائر جديدة لأردوغان العدواني- المخادع.. وتقرير يفضح المسكوت عنه

وصفت صحيفة «فرانكفورتر ألجماينة تسايتونج»، الألمانية سياسات رجب أردوغان الدعائية بأنها خادعة بامتياز، ولا تمت بصلة للواقع وأن هدفها الوحيد هو النفخ في الشعبية المتآكلة للرئيس التركي المستبد، وقالت الصحيفة: إن الساسة والرأي العام التركي لم تعد تنطلي عليهم ألاعيب أردوغان، كتحويل متحف آيا صوفيا إلى مسجد، ووصفت الصحيفة نهج الرئيس التركي لحشد المؤيدين ودغدغة مشاعر التيارات والشرائح المتدينة المحافظة بـ«خدع ساحر»، يوهم المشاهدين بإخراج أرانب من قبعته، في حين أنَّ الأخيرة تكون مزيفة بالكلية، ولا تعدوا إلا أن تكون مجرد خداع بصري.

وحسب صحيفة «فرانكفورتر ألجماينة تسايتونج» الألمانية، تلاشى بالفعل تأثير تحويل آيا صوفيا إلى مسجد، ومن ثم لم يتبق في رصيد أردوغان الجماهيري حسب العديد من استطلاعات الرأي سوي المخاوف المتصاعدة جراء سياسته الخارجية العدائية، فضلا عن تصاعد مطاردة المعارضة له، وأظهر استطلاع للرأي بعد أيام قليلة فقط من صلاة الجمعة الأولى في آيا صوفيا أن الخدعة لم تملأ ثلاجات الناخبين المحافظين.

وسأل مركز الاقتراع «أوراسيا أكام»، المشاركين عمَّا إذا كان افتتاح آيا صوفيا للصلاة سيؤثر على سلوكهم الانتخابي؟، وقد أجاب 99.7% من الذين تم استجوابهم: «هذا لم يغير تفضيلي في التصويت»، بينما قرر 0.2% فقط، بسبب حملة آيا صوفيا، التصويت لصالح التحالف بين حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أردوغان وحزب الحركة القومية المتطرف المتحالف معه.

وفقًا لاستطلاع للرأي نشرته الشهر الماضي شركة Metro Poll ، فإن 30.3 بالمائة فقط من الناخبين المؤهلين يقولون إنهم سيصوتون لحزب العدالة والتنمية إذا كانت هناك انتخابات الآن، وتلك هي المحصلة النهائية للعبة آيا صوفيا الذي قام به أردوغان.

ويعمل أردوغان الآن على خطة من ثلاث ركائز، ونظرًا لأنه غير قادر على التعامل مع الأزمة الاقتصادية، فإنه يحاول إعطاء الانطباع بأن الاقتصاد يعمل بشكل جيد، وفي الأسبوعين الماضيين كانت هناك صدمة عنيفة في العملة، وهو المسار، الذي حاولت الحكومة تهدئته من خلال بيع احتياطيات النقد الأجنبي للبنك المركزي، غير أن الخطة فشلت كذلك مع نضوب المخزون.

وفي غضون عامين فقط، استنفد أردوغان احتياطيات البنك المركزي التركي المتراكمة علي مدار 80 عامًا. كما سحب المستثمرون الأجانب ما يقرب من 15 مليار دولار من أصولهم في النصف الأول من العام الجاري وانسحبوا من تركيا، ولم يكن أمام المستثمرين المحليين خيارا سوى الاستثمار في العملات الأجنبية حتى لا يضطروا إلى مشاهدة الليرة تغرق أمام أعينهم. ففي غضون أيام قليلة ، فقدت الليرة ما يقرب من 10% من قيمتها.

والاضطراب في أسعار الصرف في تركيا لا يؤثر فقط على عالم المال، لكن يمتد أثره السلبي على كل مواطن، حيث تعتمد إمدادات الطاقة على الدول الأجنبية، ومن ثم ينعكس كل تغيير في المسار على أسعار الوقود ، والتي بدورها تم ترجمتها بصورة ملحوظة في جميع المنتجات على أرفف السوبر ماركت، وبسبب أردوغان، تم أيضًا فرض الرسوم على جميع الجسور التي بنتها شركات البناء المرتبطة بالحكومة، وبالمثل تم سن أحد الالتزامات «الوطنية» الخاصة: وهو مبلغ الفدية عن عدم إتمام الخدمة العسكرية.

وترى الصحيفة الألمانية أن أردوغان يخفي أرقام البطالة الحقيقية، وعلى الرغم من أنه وفقًا لمكتب الإحصاء الحكومي، انخفض عدد الموظفين بنحو 2.5 مليون ، إلا أنه لا توجد زيادة محسوسة في عدد العاطلين عن العمل. وهذا على الرغم من حقيقة أن عدد الذين لم يعد لديهم أي أمل في وظيفة قد ارتفع بنسبة 143% في عام واحد.

ويحاول أردوغان اتخاذ الخطوة الثانية لتغيير المشهد السياسي على صعيد السياسة الخارجية، حيث يأمل في انتصار دبلوماسي، لكن من أين يأتي؟ فتركيا عالقة في سوريا أمام تحركات إيجابية للأكراد، وقد تعثرت الخطوات في ليبيا عندما تدخلت روسيا، كما يدفع الجميع ثمناً باهظاً لرسم استخدام ورقة موسكو لمساومة الغرب، حيث تركت صواريخ S-400 التي تم شراؤها مقابل 2.5 مليار دولار لتتعفن في الهناجر، ناهيك بالحصول على طائرات F-35 المقاتلة من الولايات المتحدة مقابل 1.25 مليار دولار، كما أن الأزمة في شرق البحر الأبيض المتوسط لا تقل تفاقما، وبسبب أعمال أردوغان العدوانية، تحالفت مصر واليونان ضد تركيا.

أما المسار الثالث الذي سلكه أردوغان (حسب الصحيفة الألمانية) فهو تفكيك كتلة المعارضة. وقد وجه التحالف ، الذي يقوده حزب الشعب الجمهوري ، أكبر أحزاب المعارضة ، إلى جانب الحزب القومي المعتدل (Iyi)، ضربة كبيرة لأردوغان في الانتخابات المحلية العام الماضي. وبدأ أردوغان في استخدام تكتيكات مختلفة لكسر التكتل المشكل ضده من خلال حزب الحركة القومية المتحالف معه، إذ دعا الأخير بعض أحزاب المعارضة للانضمام لصفوف الرئيس، فيما يخطط أردوغان إلى فصل حزب(Iyi)، عن كتلة المعارضة وتقديم حزب الشعب الجمهوري كحليف لحزب الشعوب الديمقراطية ولمظلته الأكبر حزب العمال الكردستاني المحظور باعتباره كيانا إرهابيا. كما تتواصل محاولات تقسيم حزب الشعب الجمهوري عبر دعم أصوات المعارضة الداخلية فيه على أمل أن تنفصل وتشكل حزبًا جديدًا.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa