الوداع التكتيكي

الوداع التكتيكي

يقود بعض أنماط التفكير السلبي بأن يمضي بالإنسان إلى شرك مختارًا من حيث لا يدري، أو كما قال تعالى «يحسبون أنهم يحسنون صنعًا»، فبناء على موقف أو عبارة أو وشاية، وذلك في إطار العلاقات يتنمر ويترصد ويعيد تحليل ما مضى، سواء كان ذلك لقريب أو صديق أو زميل سامره، وقضى أوقاتًا ممتعة من البهجة والفرح سابقة معه.

إن الخوف المبالغ فيه، أن نكون مخدوعين أو سذجًا، أو أن نوصم بأشياء سلبية وما يتولد عنه من سلوك استباقي، ومن ذلك العبوس وإظهار العداء لفظيًا؛ حيث قال تعالى «بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر».

ويتبلور ذلك من خلال الحوار  بالتظاهر بالذكاء (التذاكي) وتفنيد الأحاديث ومقاطعتها، والاستشهاد بمن هم أقل مكانة وهكذا تنقل العلاقة أو تسير لشرك النهاية السلبية، فتتقلص العلاقات والأشكال هنا ما يتبعه من تكون منهجية سلوكية ومتحفزة مبنية من ذلك.

أن للإنسان الحرية في إلغاء أو الابتعاد عن العلاقات، التي يعتقد أنها سلبية وغير مفيدة، بل قد تكون مضرة أحيانًا ومزعجة له، ولكن ما ندعو له هنا هو التثبت والتبين «إذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قومًا بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين»، وأيضًا الحلم وتحري الأعذار، وذلك لظروف الحياة وضغوطها علينا جميعًا.

ولكن بالرغم من ذلك، وإذا كان هناك عزم وقرار للإنهاء العلاقة، فيكون ذلك من خلال ما يسمى الانسحاب التكتيكي أو أسميته «الوداع التكتيكي»، أي المتدرج.. فبشفاعة اللحظات والذكريات الجميلة السابقة للعلاقة، حاول أن تنهيها بتدرج وابتعاد لطيف لا يترك مشاعر سلبية لديك، ولدى المقابل وحتى عند ذكرها تذكرها بالخير وأمورها الطيبة والإيجابية وذاك أفضل لك من إظهار السلبية والمعاداة، التي لا تجني إلا سلبية مشاعر وفكر الانتقام والرد؛ مما لا داعي له بالضرورة، بل ينعكس سلبيًا عليك شخصيًا، وأيضًا يكون كخط رجعة، فظروف الحياة متغيرة ومتقلبة، وكذلك البشر.

فرحان حسن الشمري

للتواصل مع الكاتب:

‏e-mail: fhshasn@gmail.com

‏Twitter: @farhan_939

Related Stories

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa