صحتنا على الموضة!

صحتنا على الموضة!

المنظومة الصحية في بلادنا تزخر بأجود الأطباء على مستوى العالم في ظني، ومواكبة لتطورات العصر بشكل سريع جدًّا، ولكن قرينتها في العمل الإداري بطيئة لحد التعقيد فما تتطورت المواعيد ولا الأسِرَّة، وفقدنا أرواحًا كثيرة بسبب الإجراءات الإدارية، فتوقيع سعادة المسؤول على التحويل أصعب من إجراء عملية قلب مفتوح!.

ولأن الموضة حاليًّا محاربة التدخين ويشكرون عليه، من حق المواطن أن يتساءل لماذا أصبح التدخين من أولوياتنا؟، لماذا لا نقوم بتوحيد الجهود الإدارية والمالية نحو الأهم من التدخين؟، لماذا لا نعالج الخلل الإداري في عدم وجود سرير للمريض؟.

والدة كاتبكم تئنّ في انتظار سرير لإجراء عملية دقيقة، ولكن لا حياة لمن تنادي، قائمة انتظار طويلة تجبرك أن تستدين للذهاب إلى المستشفيات الخاصة، فالألم لا ينتظر موعدها، ولن تستطيع أن تجبر المرض بالصبر حتى نهاية العام الهجري!.

عزيزي المسؤول بقدر حرصك على محاربة التدخين، نتمنى أن نرى حرصك على توفير الدواء والسرير والموعد، نعلم أن مرض والدتي الحالي ليس على الموضة، وليس مناسبًا للترويج الإعلامي، ولكن اعذر أمراضنا التي لا تتناسب مع توجهاتكم الحالية.

ربما نرى مستقبلَ حرب على كراسي المكاتب؛ لأنها تتسبب في أمراض عديدة وتسبب تكلفة باهظة على ميزانية الصحة، وتستحق منكم وضع عيادات خاصة لمعالجة ما تسببه الكراسي من أمراض كثيرة، ولعلنا نستفيد من ذلك في وجود أَسِرَّةٍ لها علاقة بمرض الكرسي!.

يا أصحاب المؤتمرات والاجتماعات، يا أصدقاء البيئة النظيفة، يا من فُتحت لكم عيادات كبار الشخصيات، ويا من علامته الذهبية والماسية غطت بطائق تأمينكم، نسأل الله أن لا يريكم مكروهًا في من تحبون، فنحن نموذج مكرَّر من الذين بحت أصواتهم في وضع حلٍّ جذري لهذه المعاناة!.

موعد طويل وسرير معدوم تبحث عنه أُسَرٌ معدومة، معاناة تتلوها معاناة، وترحيب حار نجده من المستشفيات الخاصة، وانتقلت التكلفة من عبء المنظومة الصحية إلى جيب المواطن، وننتظر دورنا أن نصبح على موضة المؤسسات الصحية.

Related Stories

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa