لامبارد يعيد المدربين الإنجليز إلى صدارة المشهد الأوروبي

محققًا رقمًا جديدًا في دوري الأبطال
لامبارد يعيد المدربين الإنجليز إلى صدارة المشهد الأوروبي

ربما كانت إنجلترا هي مهد كرة القدم قبل قرن ونيف من الزمان، إلا أنها -رغم الإرث التاريخي الذي صنعته أندية بلاد الضباب- عجزت عن تقديم أسماء لامعة على مستوى الإدارة الفنية، خاصةً في العقد الأخير، حتى باتت أندية الصف الأول في الدوري الممتاز، تستعين بالقادمين من خارج الحدود لصناعة المجد.

إلا أن السنوات القليلة الماضية كانت شاهدة على تقديم جيل جديد من النجوم إلى مقاعد الإدارة الفنية، للعمل على النسق الذي برعوا فيه داخل البساط الأخضر، لتبرز مؤخرًا أسماء من نوعية فرانك لامبارد المدير الفني الواعد مع تشيلسي والقائد السابق للبلوز في العصر الذهبي، وستيفن جيرارد مع سيلتيك الاسكتلندي وأسطورة ليفربول السابق.

ومن بين أصحاب المراكز الخمسة الأولى، يقف لامبارد وحيدًا ليدافع عن سمعة الكرة الإنجليزية، فيما امتلك الصدارة الألماني يورجن كلوب مع ليفربول، ويطارد من بعيد الأيرلندي بريندان رودجيرز مع ثعالب ليستر سيتي. ولم يبتعد الإسباني بيب جوارديولا عن المقدمة كثيرًا مع حامل اللقب آخر نسختين (مانشستر سيتي)، فيما يقود النرويجي أولي جونار سولسكاير ثورة تصحيح مانشستر يونايتد من المركز الخامس.

ورغم البداية المهتزة، وجد لامبارد المسار الصحيح مع الأزرق اللندني، وسط كتيبة من اللاعبين الشباب ليقود الفريق ببراعة إلى المركز الرابع برصيد 29 نقطة، وإن بقي بعيدًا عن الصدارة بفارق كبير بلغ 17 نقطة، إلا أنه حافظ على مقعد مؤهل لدوري الأبطال، وهو المشروع القصير الأجل لأبناء ستامفورد بريدج.

وما بين أندية الصفوة في البريميرليج، استعان توتنهام بالبرتغالي جوزيه مورينيو لتجاوز النتائج السلبية، خلفًا للأرجنتيني ماوريسيو بوتشيتينو، فيما حل السويدي ليونبيرج على رأس الجهاز الفني لأرسنال، بعد رحيل الإسباني أوناي إيمري. وبقيت الأسماء الإنجليزية الكلاسيكية حاضرةً مع فرق منتصف الترتيب بلا طموح أو دوافع أو سوابق تاريخية، في تجارب أبرزها كريس وايلدر مع شيفيلد يونايتد، والعجوز السبعيني روي هودجسون برفقة كريستال بالاس.

وبرهن لامبارد على أنه يواصل المسيرة المميزة التي دشنها بامتياز بقميص البلوز، لكن من خارج الخطوط هذه المرة، بعدما دخل التاريخ بقيادة البلوز إلى الدور ثمن النهائي لدوري أبطال أوروبا، بوصفه أول إنجليزي يبلغ الأدوار الإقصائية لاعبًا ومدربًا.

ورغم مرارة الواقع الإنجليزي، فإن لامبارد يبقى علامة مضيئة في مستقبل كرة الأسود الثلاثة، خاصةً بعدما بات ثاني مدرب إنجليزي يتأهل للأدوار الإقصائية بدوري الأبطال، بعد هاري ريدناب مدرب توتنهام السابق قبل 8 سنوات.

وحقق تشيلسي فوزًا مثيرًا على ضيفه ليل الفرنسي بهدفين مقابل هدف، مساء الثلاثاء، على ملعب ستامفورد بريدج، ضمن الجولة السادسة والأخيرة من دور المجموعات لبطولة دوري أبطال أوروبا، ليحسم التأهل للدور ثمن النهائي.

واحتل النادي اللندني المركز الثاني على لائحة ترتيب المجموعة الثامنة برصيد 11 نقطة متأخرًا بفارق المواجهات المباشرة فقط خلف فالنسيا الإسباني الذي قلب الطاولة على أياكس أمستردام في عقر داره، وعاد إلى الديار بفوز ثمين، وصدارة لم تكن في الحسبان.

ودافع لامبارد عن ألوان تشيلسي 13 عامًا خلال الفترة بين عامي 2001 و2014، تأهل في هذه الفترة 10 مرات للأدوار الإقصائية بدوري أبطال أوروبا، قبل أن يقود الفريق اللندني إلى ثمن النهائي هذا الموسم.

وتولى صاحب الـ41 عامًا تدريب تشيلسي مطلع الموسم الجاري، خلفًا للإيطالي ماوريسيو ساري، قادمًا من ديربي كاونتي، ليكمل المشوار بين جدران النادي الذي صنع أمجاده، بعدما لعب بقميصه 102 مباراة بدوري أبطال أوروبا، سجل خلالها 23 هدفًا، وصنع 28 أخرى، وشارك في مباراتين بالأدوار التمهيدية.

وتوج قائد البلوز السابق، بالكأس ذات الأذنين الكبيرين، مرة وحيدة موسم 2011-2012، تحت قيادة المدرب الإيطالي روبرتو دي ماتيو، وهو اللقب الوحيد للفريق اللندني، قبل أن يوصل الآن المهمة من خارج الخطوط ليقود الفريق في 25 مباراة بكل البطولات، محققًا الفوز في 13 مباراة، والتعادل في 4، وخسر في 8 مباريات.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa