دراسات جديدة: الدماغ يتفاعل مع الهندسة المعمارية!

عبر رسم خرائط معرفة
دراسات جديدة: الدماغ يتفاعل مع الهندسة المعمارية!

مثل معظم الناس في المجتمعات المتقدمة، ربما تقضي 90% من وقتك في بيئة مبنية؛ فهل لاحظت محيطك من قبل؟ وهل تعتقد أن الفضاء يؤثر في شعورك وعقلك؟

لعل هذا السؤال هو الذي حظي باهتمام كبير خلال الفترة الماضية؛ حيث أخذ الاهتمام بتقاطع العلوم العصبية والهندسة المعمارية في الازدياد، فخرج ما يمكن وصفه بعلم الأعصاب والهندسة المعمارية، ويتضمن ذلك عادةً رسم خرائط معرفة الدماغ لمبادئ وممارسة العمارة بالنسبة إلى المهندسين والمعماريين، وفيه -على سبيل المثال- يتم تناول بعض القضايا، مثل حاسة اللمس، وهل تحظى باهتمام كافٍ في التصميم المعماري، وكيفية تفاعلنا مع البيئة المبنية.

وكمثال على ذلك، أجريت العديد من التجارب الخاصة بالعمارة العصبية، التي توصلت إلى نتائج حول الاستجابات النفسية والعصبية، وفي إحداها عرضت 200 صورة من التصميمات المعمارية التي تنوعت في المساحات، ومن حيث ارتفاع أو انخفاض السقف، مع أشكال منحنية أو مستطيلة، مغلقة أو مفتوحة، فأظهرت أن هذه الأشكال والجماليات كانت مرتبطة بالنشاط العصبي داخل القشرة الفصامية الأمامية في أدمغة المشاركين في الدراسة.

وكان هذا الاكتشاف مهمًّا في إظهار أن التجربة الجمالية للديكورات الداخلية المعمارية تعتمد على أنظمة المكافآت المرتبطة بالسرور الذي نواجهه في التحديق في الوجوه الجميلة، وكذلك في إرضاء الشهية الأساسية للإنسان كالطعام.

وفي دراسة أمريكية حديثة، طلب من نحو 800 شخص عبر الإنترنت، تقييم تجربتهم مع صور موحدة لقياس 16 عاملًا نفسيًّا، واستخدم الباحثون تقنيتين تحليليتين كشفتا أن نحو 90% من الاستجابات تميَّزت بثلاثة أبعاد: الاتساق، والانبهار، والحزن.

وعندما تم تكرار التجربة مع مجموعة أخرى مكونة من 600 مشارك، تكررت النتائج نفسها تقريبًا؛ ما يعني أنها تفسر ردود فعل معظم الناس على التصميمات الداخلية المعمارية. ومن ثم اختبر الباحثون فرضية أن هذه الأبعاد النفسية لها بصمات في أدمغتنا؛ لذلك طبق العلماء التجربة بإسبانيا فخرجت النتائج نفسها، مع سؤال المشاركين الإسبان عندما نظروا إلى الصور: هل اعتقدوا أن المسافات كانت جميلة؟ وهل رغبوا في دخول الفضاء؟

فأظهرت النتائج، بغض النظر عن السؤال، أن درجة الانبهار تتفاعل مع النشاط العصبي في مناطق معينة من الدماغ، والجمال في مناطق أخرى والراحة كذلك.. وهكذا، والنقطة الأساسية هي أن أدمغتنا البصرية تحمل ردودًا على هذه الأبعاد النفسية الذاتية، التي قد لا نكون على دراية بها.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa