صور بشار الأسد تهز منظومة الحكم الإيرانية.. وتطيح بـ«جواد ظريف»

صور بشار الأسد تهز منظومة الحكم الإيرانية.. وتطيح بـ«جواد ظريف»

روحاني يتمسَّك بالوزير.. ومصادر تتحدث عن خلافات عميقة

تكشفت تفاصيل جديدة حول الضجة السياسية، التى أحدثها محمد جواد ظريف، إثر إعلانه الاستقالة من منصب وزير الخارجية، مساء أمس (الإثنين)، عبر حسابه على موقع «إنستقرام»؛ حيث قال في بيان مقتضب: «أشكر أبناء الشعب الإيراني العزيز والشجاع في إيران والمسؤولين خلال الـ67 شهرًا الماضية، وأعتذر بصدق عن عدم قدرتي على مواصلة الخدمة وعن جميع أوجه القصور أثناء الخدمة»، دون أن يذكر السبب الذي قاده إلى إعلان هذا الرحيل المفاجئ.

لكن سرعان ما أزال ظريف الغموض عن أسباب الاستقالة المفاجئة، عندما صرح لموقع «انتخاب» الإخباري الإيراني، قائلًا: «بعد الصور التي التقطت خلال مباحثات اليوم - على هامش زيارة الرئيس بشار الأسد لإيران - لم يعد لجواد ظريف اعتبار في العالم كوزير للخارجية»، في إشارة إلى لقاء الأسد كبار المسؤولين في طهران، دون أن يكون ظريف حاضرًا، رغم مشاركة قاسم سليماني (قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني) في الاجتماع، إلى جانب على خامنئي، وآخرين.

وتظهر قراءة ظريف للمشهد كيف يتحكم رجال خامنئي، لا سيما قاسم سليماني في دفة السياسة الخارجية الإيرانية، مع تهميش الحكومة، لا سيما وزارة الخارجية؛ المعنية بهندسة علاقات إيران الخارجية.

وفيما زار الأسد (الذي يحظى بدعم سياسي وعسكري واسع من طهران إلى جانب روسيا) طهران للمرة الأولى، منذ اشتعال الحرب الأهلية عام 2011، فاللافت أنّ هذه المرة لم تكن الأولى التي يقدم فيها ظريف استقالته من منصبه، حسبما أعلن رئيس لجنة الأمن الوطني والسياسية الخارجية في البرلمان الإيراني، حشمت الله فلاحت بيشه.

وقال بيشه لوكالة أنباء «إيسنا»: «إنّ ظريف سبق وأن قدَّم استقالته من منصبه عدة مرات»، لكن إعلانه القرار هذه المرة للرأي العام يوضح أن لديه رغبة في قبولها من قبل الرئيس حسن روحاني، وأنّه كان من المقرر أن يتوجه مع ظريف إلى مدينة جنيف السويسرية (أمس الإثنين)؛ للمشاركة في فعاليات الجلسة الأربعين لمجلس حقوق الإنسان الذي بدأ الأحد، غير أن الزيارة أُلغيت يوم السفر.

وفي العاشر من يناير الماضي، انتشرت أنباء متضاربة عن استقالة ظريف من منصبه، عندما قرر النظام الإيراني الخروج من الاتفاق النووي، ونقلت صحيفة «مستقل» الإيرانية - حينها - عمَّن وصفته بمصدرٍ مطلع في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني عن احتمال انسحاب طهران من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين القوى الكبرى الست ( 5+1)، والذي انسحبت منه الولايات المتحدة في مايو الماضي.

وبينما تردّدت أنباء عن قبول استقالة ظريف، نفت الرئاسة الإيرانية هذا الأمر، وقال محمود واعظي، رئيس مكتب الرئيس روحاني عبر حسابه على «تويتر»: «كل المزاعم المتعلقة بقبول الرئيس حسن روحاني لاستقالة الوزير ظريف غير صحيحة على الإطلاق».

ويتمسك روحاني باستمرار ظريف في منصبه، قائلًا، في تصريحات صحفية وإعلامية: «ظريف صمد في وجه الضغوط ووقف في الخطوط الأمامية للمواجهة»، وحاول روحاني التخفيف من حدة الأزمة، بقوله: «وزير الخارجية السوري أشاد خلال زيارة بشار لإيران بجهود ظريف...».

غير أن مصدرًا مقربًا من ظريف كشف (بحسب فضائية العربية) عن خلافات محتدمة بين روحاني ومجموعة خامنئي، والتى تزداد يومًا بعد آخر منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، الصيف الماضي، لافتًا إلى أنّ ضغوطًا هائلة ممن وصفهم بـ«المتشددين» دفعت وزير الخارجية لتقديم استقالته علنًا، دون أن يذكر مزيدًا من التفاصيل.

لم تنتهِ القصة عند هذا الحد، بل أفادت وكالة فارس الإيرانية - لسان حال الحرس الثوري - نقلًا عن مصدر مطلع احتمال عودة ظريف إلى الحكومة، وأكّد المصدر في الوقت نفسه أنّ سبب الاستقالة هو عدم إعلامه بزيارة الأسد لطهران.

وتابع: «سبب الاستقالة عدم التنسيق الداخلي في مكتب رئيس الجمهورية وعدم إعلام وزير الخارجية بالزيارة من قبل المسؤولين في المكتب (..) ظريف يمتلك شخصية حساسة، ويتخذ مواقف اندفاعية عندما ينزعج من أمر، وحسب معلوماتي هناك احتمال كبير لعودة ظريف إلى الحكومة».

وأوضح الذي لم تكشف الوكالة هويته بناءً على طلبه: «في الأشهر الماضية حدثت خلافات بين ظريف والرئيس روحاني حول بعض الملفات والقرارات؛ حيث شهدت جلسات الحكومة هذه الخلافات».

في الوقت نفسه، نسبت وكالة «إرنا» الحكومية إلى ظريف قوله، اليوم الثلاثاء، إنَّه يحث الدبلوماسيين وموظفي وزارة الخارجية على ألا يستقيلوا، وذلك في رد فعل على أنباء عن استقالات محتملة بالوزارة بعد رحيله عن منصبه.

وقال ظريف: «أشدِّد على جميع الإخوة والأخوات الأعزاء في وزارة الخارجية والمكاتب الممثلة ضرورة مواصلة واجباتهم؛ دفاعًا عن البلاد بقوة والابتعاد عن هذه التصرفات».

وأضاف: «تشرَّفت بالعمل إلى جواركم، وآمل أن تقود استقالتي إلى عودة وزارة الشؤون الخارجية إلى مكانها المشروع في العلاقات الخارجية.. أشكركم جميعًا».

ودخلت واشنطن خط الأزمة، حين قال وزير الخارجية، مايك بومبيو: «السياسة الأمريكية بشأن إيران لن تتغير.. على النظام الإيراني أن يتصرف بشكل سوي»، بينما قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية، إنّ الولايات المتحدة تتابع عن كثب تقارير استقالة ظريف الذي وصفته بأنّه «مهندس الاتفاق النووي» الذي أبرم في 2015، وأضافت: «ليس لدينا مزيد من التعليقات في الوقت الراهن».

Related Stories

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa