«الذكاء الاصطناعي» خارطة المملكة للمُساهمة في قيادة الاقتصاد العالمي

مع خلق فرص مُتعددة للمواطنين..
«الذكاء الاصطناعي» خارطة المملكة للمُساهمة في قيادة الاقتصاد العالمي

تسعى المملكة إلى أن تُصبح واحدة من الرواد العالميين في تطبيق التكنولوجيات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، الرامية إلى التحول الرقمي على صعيد القطاعات المُختلفة؛ وذلك بالتخطيط لجذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية وتطبيق المبادرات المحلية من قبل القطاعين الحكومي والخاص.

فتطوير القطاعات غير النفطية من خلال الاستثمار في تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي؛ يمكن أن يضع المملكة على قائمة أفضل الدول المتحولة تكنولوجيًّا على مستوى العالم؛ ما يزيد فرصة المملكة لتصبح لاعبًا رئيسًا في قيادة الاقتصاد العالمي.

الذكاء الاصطناعي والرؤية

ويُعد تطبيق الذكاء الاصطناعي في القطاعات المُختلفة هدفًا رئيسًا في جهود الرقمنة المحددة في «رؤية السعودية 2030» و«برنامج التحول الوطني 2020»، مع التخطيط للتحول بنسبة كبيرة إلى تطبيق الخدمات الحكومية المُتنقلة في المدن الذكية.

ومشروع «نيوم» هو مثال واضح للابتكار المتكامل في البنية التحتية للمدن، بما يُتيح انتشار السيارات الذاتية القيادة، والمباني الذكية، والخدمات المتنقلة الجديدة التي ستُحسن حياة السعوديين.

والذكاء الاصطناعي أو الـ«AI» هو مصطلح مُتعارف عليه لأنظمة الكمبيوتر التي يمكن أن تستشعر بيئتها، وتُفكر، وتتعلم، وتستجيب لما تستشعره.

 وتشمل أشكال الذكاء الاصطناعي المستخدمة اليوم، المساعدين الرقميين، والمحادثة، والتعلم الآلي، وغيرها.

وفي دراسة نُشرت عام 2017، قدَّرت شركة الاستشارات «PWC» أن الذكاء الاصطناعي يُمكن أن يُسهم بنحو 135 مليار دولار، أو بما يُعادل 12,4% من الناتج المحلي الإجمالي في المملكة بحلول عام 2030، وهي ثاني حصة في المنطقة بعد الإمارات العربية المتحدة.

التحول الرقمي صحيًّا

ووقعت شركة «Advanced AI LLC» -وهي شركة سعودية متخصصة بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي- مذكرة تفاهم مع شركة «ميدلاب ميديا جروب MMG»، وهي شركة إسبانية تعمل في مجال التكنولوجيا، وتُركِّز على دعم وتعزيز الممارسة التكنولوجية اليومية في اتخاذ القرارات الصحية.

وعرضت شركة MMG منتجاتها المبتكرة التي تتضمن نظام اتصالات مشفرًا لبيئة الرعاية الصحية، ومحرك بحث تم تطويره حديثًا للاستخدام الطبي على أساس الذكاء الاصطناعي، وبطاقة رقمية للمهنيين الطبيين.

وتستهدف المملكة من تطبيق الرقمنة الصحية، تسهيل نقل البيانات الطبية الآمنة من خلال شبكات «الـبلوك تشين» أو قواعد في قطاع شديد التنظيم، وكذلك تمكين نقل المعرفة بين الأطباء والخبراء الطبيين، من خلال الوصول الفوري إلى المعلومات بغض النظر عن موقعهم الجغرافي.

وتتوسع المملكة في الإنفاق على قطاع الرعاية الصحية وسط مزيد من التطورات والمبادرات الرئيسية التي تقوم بها الحكومة؛ إذ تشير إحصائيات البنك الدولي إلى أن المملكة والإمارات هما أكبر المساهمين في الإنفاق على الرعاية الصحية في المنطقة.

فُرص مُتعددة

وتُتيح سرعة وحجم التحولات التي يُحتمل أن تنتج عن الذكاء الاصطناعي والتقنيات المرتبطة به؛ خلق فرص مُتعددة للمواطنين؛ فعلى سبيل المثال، يمكن أن تسخر المملكة تلك التقنيات لتحسين كفاءة القطاع العام، وتقليص الاعتماد كثيرًا على العمال المغتربين وتحسين نوعية حياة مواطنيها.

ويتمثل أحد الأهداف الرئيسية لمؤسسة النقد العربي السعودي «ساما»، في الحد من الاعتماد على التوزيع النقدي، من خلال التطوير المستمر للبنية التحتية للدفعات الوطنية؛ لدعم وتسهيل الانتقال إلى بيئة الدفع الإلكترونية، التي تسهم إسهامًا مباشرًا في التحول نحو مجتمع غير نقدي.

وللمملكة مزايا رئيسية للاستثمار في مجال الذكاء الاصطناعي؛ منها رأس المال، والاستقرار السياسي النسبي، والبنية التحتية القوية، لا سيما في تكنولوجيا الاتصالات، بما في ذلك طرح أول شبكات للهاتف المحمول من الجيل الخامس (5G) في العالم، وتوفير عرض النطاق الترددي، والمواصفات الأخرى اللازمة لشبكات أجهزة الاستشعار المتصلة، وسعة الحوسبة اللازمة للعديد من تطبيقات الذكاء الاصطناعي.

كما يمكن للاستثمارات الذكية أن تعزز أصول الثروات السيادية والدخل على المدى الطويل.

ومع ذلك، هناك مخاطر من أن هذه التقنيات يمكن أن تؤدي إلى مستويات عالية من البطالة الهيكلية بين المواطنين.

ووفقًا للإحصاءات الصادرة عن مجلة «هارفارد بزنس ريفيو» المعنية بدراسات وأبحاث إدارة الأعمال، فإن 46% من الوظائف في المملكة عرضة للأتمتة (التحول الرقمي)؛ الأمر الذي يتطلب سياسات حكومية تهدف إلى زيادة رأس المال البشري لمواجهة خطر فقدان الوظائف المرتبطة بالذكاء الاصطناعي.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa