كاميرا «عاجل» تتجول في «جدة التاريخية».. جدران من الماضي تشهد على «همة الرجال»

سكانها يشيدون بدعم ولي العهد
كاميرا «عاجل» تتجول في «جدة التاريخية».. جدران من الماضي تشهد على «همة الرجال»

الحاضر في جدة التاريخية لا يقل أهمية عن التاريخ، فكلاهما يعكس وجهًا مضيئًا للسعودية، التي اختارت أن تمنح هذا الموقع العالمي اهتمامًا خاصًا يعبر عن رؤيتها العصرية لأهمية التراث ومكانته كمصدر ليس فقط للاعتزاز وإنما أيضًا لتأكيد العمق التاريخي للمملكة وأبنائها.

وعكس دعم ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان لمشروع ترميم «جدة التاريخية» بـ 50 مليون ريال حرص سموه على رعاية المكتسبات الحضارية والمعالم التراثية في ربوع المملكة، لاسيما على صعيد العمل لإنقاذ المباني الآيلة للسقوط في هذا الموقع التاريخي المهم، الذي أدرجته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة ضمن قائمة التراث العالمي، باعتبارها معلمًا حضاريًّا يجسد الكثير من المعاني الملهمة للبشر في مختلف أنحاء العالم.

ويحمل الجانب الإنساني في جدة التاريخية تفاصيل ثرية تؤكد مدى عراقة الذين أسسوا وسكنوا هذا المكان منذ زمن بعيد، وكذلك أصالة وهمة من بقوا فيه وعملوا للحفاظ عليه، ليبقى شاهدًا على وعي السعوديين بأهمية التراث ودوره في تعزيز لحمتهم الوطنية، لاسيما وأنه يتداخل مع مسيرة وطنهم، بدءًا من لحظة التوحيد، وحتى انطلاقة التحديث التي يقودها ولي العهد برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز. 

وعلى الرغم مما يتداوله المؤرخون وزوار المدينة من صور عن المدينة التاريخية، يبقى للتجوال بين معالمها الصامدة منذ أكثر من 500 عام، وقع خاص، لاسيما إذا اقترن ذلك، بلقاءات، كالتي أجرتها «عاجل»، مع الأهالي، الذين يتعاملون مع تفاصيل المكان بمزيج من العشق والاعتزاز، ويقدمون عند كل مفرق حكايات عديدة توارثوها عن الأجداد، حول وقائع شهيرة حدثت داخل هذه الحارة أو في هذا المنزل، أو بين المترددين في الزمن البعيد على الأسواق.

بعدسة الكاميرا، سجّلت «عاجل» كثيرًا من اللمحات الباقية على جدران المنازل، التي يسعى دعم ولي العهد لإنقاذها من السقوط، ومن ذلك ما يعكس أناقة من قاموا بالبناء والسكن، وكذلك قدرتهم على التكيف مع طبيعة الأجواء في هذا الموقع، الذي اكتسب جزءًا من مكانته التاريخية، لدوره في خدمة ضيوف الرحمن.

تظهر الصور كيف تعبر المنازل عن طراز عمراني موحد ومميز بملامح فريدة، فمن دار آل نصيف ودار آل جمجوم فـي حارة اليمن، إلى دار آل باعشن وآل قابل ومسجد الشافعي فـي حارة المظلوم، ثم دار آل باناجة وآل الزاهد فـي حارة الشام ومساجد عثمان بن عفان، والشافعي، والباشا، وعكاش، والمعمار، والحنفي، ينتاب المرء شعور بأن من أسس هذا كله، كان يملك حسًّا فنيًّا خاصًّا، وقدرة فائقة على تحديد المواصفات اللازمة للحياة في مثل هذا الموقع الاستراتيجي.

وبروح مفعمة بالفخر، يقول العم فاروق أحمد محبوب، وهو من سكان حارة الشام لـ«عاجل» إن المنطقة التاريخية مكونة من أربع حارات وهي حارة الشام وحارة المظلوم وحارة اليمن وحارة البحر، مشيرًا إلى أن سكان المنطقة التاريخية لم يوجد منهم حاليًا إلا القليل. أما سكانها اليوم فمعظمهم من الوافدين.

ويضيف: «المنطقة بها أسواق حيوية كبيرة لا يزال الناس يقصدونها كشارع قابل وسوق الندى وسوق العلوي وناحية باب شريف التي صارت أيضًا مقصدًا سياحيًّا وحضاريًّا».
 
أما فواد أحمد سلامة، وهو من سكان المنطق، فوجه شكره وتقديره لولي العهد بعد دعمه للحفاظ على المباني الآيلة للسقوط بالمنطقة واليت تقدر بــ 56 مبنى ».

وقال: «يجري العمل على الحفاظ عليها وفق خطط مدروسة للحفظ تراثها ومكتسباتها المعمارية».

والجدير بالذكر أن منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم، أدرجت المنطقة ضمن قائمة المواقع التراثية العالمية في العام 2014، باعتبارها معلمًا حضاريًّا يجسّد جانبًا مهمًّا من التفاعل الإنساني عبر التاريخ.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa