تقرير موثق يفضح فظائع الحوثيين ضد الأبرياء.. تحطيم وجوه ونزع أظافر وصبّ للنار فوق الرؤوس

ضحايا الميليشيا قدموا شهاداتهم لـ"أسوشييتد برس"
تقرير موثق يفضح فظائع الحوثيين ضد الأبرياء.. تحطيم وجوه ونزع أظافر وصبّ للنار فوق الرؤوس

بثت وكالة أسوشييتد برس الأمريكية (AP) تقريرًا استقصائيًّا يدين الميليشيات الحوثية -الإرهابية المدعومة من إيران- بارتكابها جرائم تعذيب ضد أكثر من 1000 مواطن يمني.

وبحسب التقرير، فإن الميليشيات الحوثية استخدمت ضد الأبرياء من اليمنيين أساليب مختلفة من التعذيب، بسبب مخالفتهم لتوجهاتهم، بينها حمض الأسيد وتحطيم الوجه بالضرب بالهراوات والتعليق بالسلاسل من معاصمهم وأعضائهم التناسلية.

وتحدثت أسوشييتد برس مع 23 شخصًا قالوا إنهم نجوا أو شهدوا عمليات تعذيب داخل مراكز احتجاز تابعة للحوثيين، فضلًا عن الحديث مع ثمانية من أقارب معتقلين، وخمسة محامين وناشطين حقوقيين، وثلاثة مسؤولين أمنيين انخرطوا في تبادل سجناء في أوقات سابقة، والذين قالوا إنهم رأوا علامات تعذيب على أجساد السجناء.

ونفى زعماء حوثيون في وقت سابق انخراطهم في عمليات تعذيب، لكن داخل الحركة الحوثية، أقرّ فصيل معتدل بوقوع انتهاكات، وطالب بوضع حد لها، حيث شكّل يحيى الحوثي، شقيق زعيم الجماعة، لجنة في 2016 للتحقيق في تقارير التعذيب، ساعدت في إطلاق سراح 13500 سجين في أول ثلاثة أشهر من عملها.

وبعثت اللجنة تقريرًا مصورًا إلى زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي يظهر مشاهد سجون مكتظة إلى جانب شهادة من مسؤولين حوثيين بارزين للجنة، قالوا فيها إنهم شاهدوا علامات تعذيب، بحسب المقطع المصور، الذي نشرته الوكالة الأمريكية.

ويقول أحد أعضاء اللجنة في المقطع المصور "اطلعنا على ما يبكي العين دمًا".

ففاروق بعكر المسعف اليمني كانت خطيئته الوحيدة أنه التقط لنفسه صورة ذاتية (سيلفي)، في دوامه بمستشفى الرشيد، في اليوم الذي وصل فيه رجل ينزف إلى غرفة الطوارئ بالمستشفى مصابًا بجروح جراء طلقات نارية وعلامات تعذيب، كان قد ألقي به على جانب إحدى الطرق السريعة، بعد أن قضى في سجن يديره المسلحون الحوثيون.

فالرجل الذي وصل مستشفى الرشيد، تعرض للجلد على ظهره والتعليق من رسغيه لأيام، ليقضي بعكر ساعات يزيل فيها الرصاص وعلاج أمعاء الرجل التي تمزقت.

وكان المسعف اليمني يمرّ على غرفة تعافي المريض طيلة ثمانين يومًا، وفي النهاية وافق على أن يلتقط سيلفي معه، ليأتي عناصر من الميليشيا الحوثية بعد أسابيع من تلك الصورة، ليقتحموا المستشفى في مدينة الحديدة، وليعصبوا عيني بعكر ويدفعوا به في شاحنة، لأنه بات عدوًّا للحوثيين الآن، بعد أن قدم مساعدة طبية لعدو لهم. 

ويقول المسعف اليمني، إنه منذ اعتقاله في منتصف 2016، قضى 18 شهرًا في السجن، وخلال تلك الفترة، يقول إنهم أحرقوه وضربوه وعلقوه في السقف من رسغيه.

وكشف تحقيق لأسوشييتد برس أن الكثير من اليمنيين عانوا من تعذيب شديد وضرب رؤوسهم بالهراوات أو التعليق من رسغهم أو أعضائهم التناسلية لأسابيع أو حرقهم بسائل أو عنصر حمضي. 
وقال بعكر، المسعف، إن المسلحين بعد اعتقاله علقوه من السقف وجردوه من ملابسه وجلدوه عاريًا ثم نزعوا أظافره وأحرقوا شعره إلى أن أغمي عليه.

وتابع: "ذات يوم أحضر الحوثيون زجاجات بلاستيكية وبدؤوا في إحراقها، وصبّ البلاستيك المحترق فوق رأسه وعلى ظهره وبين فخذيه".

في نهاية المطاف، نقل بعكر إلى قلعة في الحديدة، وفي قبو قذر يعرف بـ"غرفة الضغط"، علقوه من رسغيه لمدة 50 يومًا حتى ظن معتقلوه أنه مات، ثم أنزلوه، وعندما أدركوا أنه ما زال على قيد الحياة، سمحوا لاثنين من السجناء الآخرين بإطعامه وتنظيفه.

وما إن بدأ في التعافي من إصاباته، طلب منه معتقلون آخرون تعرضوا للتعذيب مساعدته. حاول مداواتهم من جروحهم، حتى بإجراء بعض الجراحات البسيطة بدون تخدير واستخدام أسلاك كهربائية، الأداة الوحيدة التي كانت بحوزته.

يتذكر بعكر، الذي أطلق سراحه في ديسمبر 2017، بعد أن دفعت أسرته ما يعادل ثمانية آلاف دولار، مساعدة رجل علقه من عضوه التناسلي وخصيتيه. وهناك رجل آخر تعرض لحروق شديدة عندما سكب الحوثيون سائلًا حمضيًّا على ظهره وأذابوا جلده وألصقوا أردافه تقريبًا.

وتؤكد هذه الروايات أهمية اتفاق جارٍ العمل عليه لتبادل سجناء تم التوصل إليه في السويد يوم الخميس في بداية محادثات سلام برعاية الأمم المتحدة بين الحوثيين والحكومة اليمنية. وكإجراء لبناء الثقة، وافق الطرفان على إطلاق عدة آلاف من السجناء رغم أن التفاصيل لا يزال ينبغي العمل على تطويرها.
 

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa