يومٌ في العزلة

يومٌ في العزلة

كانت أيام صعبة تلك اللحظات الأخيرة قبل إغلاق رحلات الطيران إلى المملكة بسبب فايروس كورونا، إما أن نتجه للوطن بشكل عاجل وإما أن نقبع في الحجر المنزلي في مدريد- إسبانيا- وكان الخيار الأخير هو العودة للوطن.

وصلت للمملكة وتم استقبالي ووضعي في الحجر الصحي؛ للتأكد من صحتي لأعيش تفاصيل الأحداث، فكونك في موقع الحدث لا يشبه أبدًا أن تكون آمنًا في بيتك محاطًا بأسرتك تشاهد التلفاز وأنت في أمان تام وفي رعاية إلهية عظيمة وتسخير دولة تحترم المواطن والمقيم وتجعلهم من أولى أولوياتها.

من غرفة العزل كتبت؛ حيث شاهدت كل هذا بأم عيني وأنا أعيش لحظات انتظار نتيجة إصابتي بفيروس كورونا في غرفة العزل الاحترازي، ولم يدفعني للكتابة شيء سوى رغبتي في شكر كل من استقبلني ووجهني بلطف كلماته.

هناك وجدت الأمان والطمأنينة، غرفة لطيفة مجهزة بكل ما تحتاجه ولا تشعر فيها بالغربة أبدًا. خاصة لمن كان مثلي عائدًا للتو من مدينة تعتبر بؤرة انتشار فيروس كورونا.

هناك تجد الطاقم الطبي يتفقدك كل بضع دقائق أو ساعات كي يتأكد أنك لست وحدك، وأن ما تحتاجه طوع يديك.

هناك تجد الابتسامة، رغم أن الوجوه متعبة إلا أنك لا تفتأ ترى الأعين مبتسمة من وراء الأقنعة الطبية، هناك لا يعاملونك كحامل وباء أو مشتبه به، أنت هناك في منزلك، تُخدم بالمجان، ولا تقلق بشأن تأمين صحي أو مبالغ مالية متراكمة.

فعلًا أنت هنا في السعودية تعيش خلال جائحة كورونا وأنت مرتاح البال، كل ما عليك فعله هو اتباع تعليمات وزارة الصحة، والاستمتاع بأجواء المنزل الدافئة بين أهلك وأحبتك.

فلا تقلق! فأنت في السعودية العظيمة التي كانت دائما وستظل الدولة التي تضع الإنسان أولًا، وبالإنسان تكون عظمة الدولة.

Related Stories

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa