شهدت مصر في الآونة الأخيرة، وقائع انتحار مثيرة بتناول حبوب حفظ الغلال، وذلك بعد انتشارها بين الشباب، وكان آخرها انتحار شاب من محافظة البحيرة شمال البلاد خلال بث مباشر على فيسبوك عن طريق تناول قرصين من حبوب حفظ الغلال.
وتعرف حبة الغلة أنها تستخدم كمبيد حشري لمقاومة الآفات الحشرية داخل مخازن وصوامع حفظ الغلال، أو حتى داخل منازل المزارعين الذين يحتفظون بتلك الغلال في منازلهم، ويتم تداولها في القرى المصرية داخل محلات البقالة أو محال المبيدات الزراعية بسعر يُراوح بين جنيه واحد و3 جنيهات تختلف من منطقة إلى أخرى، وهو ما يجعلها أرخص وأسرع وسيلة لانتحار.
وتتراوح نسبة الوفاة بعد تناول حبة الغلال 70 و100%؛ حيث تتفاعل فور دخولها معدة المريض مع المياه وعصارة المعدة، وتنتج بالجسم غاز الفوسفين.
وكانت وزارة الزراعة المصرية صرحت بدخولها لمصر؛ لأن استخدامها في الأجولة التي يُخزن فيها محصول القمح لا يؤثر على الإنسان، إلا من كثرة استنشاق هذا الغاز الصادر منه؛ حيث كان يستخدم في الماضي في الحرب البيولوجية، وهي من المواد المحرمة دوليًا بالنسبة للإنسان والحيوان.
وفي وقت سابق، أقدم شاب من محافظة البحيرة شمال البلاد، أمس الجمعة، على الانتحار خلال بث مباشر على فيسبوك عن طريق تناول قرصين من حبوب حفظ الغلال.
وتحدث الشاب في البث المباشر عن تعرضه لظلم كبير من أحد أبناء قريته، وقال: مستنيك في الآخرة عشان ظلمك ليا، وأوضح أن أحد أقاربه اتهمه بتصوير زوجته.
ودافع الشاب قبيل انتحاره عن نفسه، مؤكدًا أنه لم يخطئ في حق أحد وأن الشخص الذي رماه بالاتهامات كاذب، لافتًا إلى أنه سيريح عائلته منه حتى لا يسبب لهم متاعب، وسيكتفي بالاقتصاص ممن ظلمه وأخذ حقه منه يوم القيامة.
وعقب البث المباشر، وفور علم أهله بالواقعة نقلوه فورًا إلى مركز السموم بالإسكندرية في محاولة لإنقاذه إلا أنه لفظ أنفاسه الأخيرة لدى وصوله المستشفى.