بعد مرور 32 عامًا على الحادث، الذي أثار غضبًا كبيرًا في حينها، ساعد اختبار للحمض النووي، الشهر الجاري الشرطة على كشف هوية أم أمريكية تجردت من مشاعرها وتركت رضيعها في العراء ليقتله البرد.
وفى تقرير أوردت شبكة «إن.بي.إس» الأمريكية، وترجمته «عاجل» فإن الواقعة تعود إلى يناير عام 1988م عندما عثر على رَّضيع مُتجمدًا تحت جذع شجرة.
وأشار التقرير إلى أنَّ الشرطة قالت إنَّ الجانية التي تعيش في ولاية كونيتيكيت كانت لا تزال في الخامسة والعشرين من عُمرها وقت ارتكاب الحادث، وتُعاني حالة ذهنية بالغة السوء.
وقالت الإذاعة الأمريكية إنَّه تم التعرُف على والدة القتيل المدعوة «كارين كوزماك روش» في وقتٍ سابق، من الشهر الجاري.
ونقلت عن رئيس الشرطة قوله «لم يتم الحُكم على الأم؛ حسبما يقتضي قانون التقادم غير العمد؛ إذْ تسقط العُقوبة بعد مُرور 20 عامًا».
وتابعت إن.بي.إس القول إنَّه تم العُثور على جثة الرَّضيع الذي أطلقت عليه الشُرطة اسم «ديفيد بول»، وحيدًا، ومُجمدًا عند جذع شجرة بموقف للسَّيارات في «ميريدين»، على بُعد نحو 22 ميلًا جنوب غرب «هارتفورد».
ونقلت عن رئيس شرطة «ميريدين»، «جيفري.دبليو. كوسيت» أمام مُؤتمرٍ صحفي، يوم الثُلاثاء قوله إنَّ تقرير الطب الشرعي كشف عن أنَّ الرَّضيع الذي كان يبلغ من العُمر حينئذ بِضعة أيام، لقي حتفه جراء التَّعرض للبرد القارِس.
وكشفت إن.بي.إس عن أنَّه في حوالي عام 2012م، تواصل المُحققون في شُرطة «ميريدين» القائمين على البحث في قضية الرَّضيع «ديفيد بول»، مع الطبيب الشَّرعي فيتزباتريك، الذي وافق بدوره على مُساعدتهم.
وفي عام 2014م، حددت الشرطة اسمًا مُحتملًا للرَّضيع، وفي عام 2017م، ساعد الحِمض النووي السُلطات في التَّوصل إلى أقارب بعيدين للرَّضيع.
وواصلت الإذاعة الأمريكية نقل رواية الشرطة عن مراحل الكشف عن مُرتكب الجريمة بأنَّه بعد ذلك بعامين، في عام 2019م، استخدم الطبيب الشرعي الحِمض النووي لشجرة العائلة؛ لمُساعدة المُحققين في التَّعرُف على أفراد أُسرة الرَّضيع من الإناث اللَّواتي سبق لهُنَّ الإقامة في الحي الذي عُثر فيه على جُثَّة الطفل.
وساعدت المعلومات الجديدة المُحققين في التَّعرُف على والدة الطِفل. مُشيرةً إلى أنَّه في الثَّاني من يناير، المُوافق للذكري السَّنوية الثَّانية، والثَّلاثين للحادث، استجوب المُحققون الجَّانية «روش» بشأن القتل.
أكدَّ رئيس الشُرطة للصَّحفيين أنَّ والدة الرَّضيع المجني عليه اعترفت بأنَّها تركت الطِفل وحيدًا في العراء. قائلًا إنَّه من بين اعترافاتها «أنَّها كانت تنظر طوال الـ 32 عامًا الماضية اليوم الذي ستأتي فيه الشرطة وتطرق بابها بسبب ما ارتكبته».
وقالت الإذاعة الأمريكية إنَّ «روش» اعترفت أمام المُحققين أنَّها كانت تبلُغ من العُمر 25 عامًا حينما أنجبت رضيعها، وقالت إنَّها كانت في حالة ذهنية سيئة للغاية في ذلك الوقت. مُشيرةً إلى أنَّها وضعت طفلها بِمفردها في المنزل ولم يعلم أحد بولادتها، ثمَّ ذهبت به إلى ساحة انتظار السيارات الكائنة على بُعد مبنيين أو ثلاثة، وتركت طفلها وحيدًا تحت شجرة.
أخبرت «روش» المُحققين أنَّها اتصلت بعد ذلك بقسم الإطفاء؛ لإخبارهم بأنَّ عليهم البحث عن شيء ما في موقف السيارات؛ لكنها لم تحدد أن ماهية هذا الشىء طفلا، على حد قول رئيس الشرطة للصحفيين.
لم يتم العثور على جثة الطفل إلا بعد أيام ، في 2 يناير 1988م.
قال «كوزيت» إن «روش» تشعر بالندم الشديد على ما اقترفته، وقالت إنَّه لو كان قانون «الملاذ الآمن» في الولاية موجودًا حينها؛ فإنَّها كانت ستستفيد منه. لم يعلم أحد، بما في ذلك والد الطفل، أن روش حامل.
في ولاية كونيتيكت، يُسمح لأحد الوالدين بترك طفل مع ممرضة في غرفة الطوارئ دون أن يتم توقيفهما بسبب الهجر ما دام الطفل يبلغ من العمر 30 يومًا أو أقل.
وقال رئيس الشرطة للصحفيين «لقد كانت صادقة للغاية معنا. أعتقد أنها أرادت إخراج كل هذا من صدرها».
لا تزال روش تعيش في ولاية كونيتيكت وهي متزوجة. قال «كوسيت» إنَّها لم تنجب أبدًا بعد طفلها هذا.
وقال كوسيت عدم القدرة على توجيه الاتهام إلى «روش» ومُعقبتها، لا يُفسد علينا فرحة إنجاز إغلاق ملف هذه القضية. مُبررًا ذلك بأنَّ «المُهمة الرئيسة ليست فقط في النجاح في التعرف على الجاني؛ بل أيضًا الكشف عن مُلابسات الحادث وقد كان».