أكد الدليل التشخيصي والإحصائي للجمعية الأمريكية للطب النفسي معاناة نحو 6% من البالغين الأمريكان من اضطراب الشخصية النرجسية، فيما يبدو أن كثيرًا من الناس لديهم بعض الصفات التي لا تشكل اضطرابًا كاملًا للشخصية.
ويعاني أكثر من 20 مليونًا من نمط من الانتقادات المستمرة أو التصريحات المتعجرفة أو الانشغال بأنفسهم أو الملاحظات المشينة أو مطالب الإعجاب. وهنا، لا نشير إلى الإحصاءات الأمريكية باعتبار أنها تمثل مجتمعاتنا، ولكنها بالتأكيد تشير إلى صفات مرضية قد تكون موجودة أو محتملة بين بعض المجتمعات؛ لهذا يقدم الخبراء نصائح لكيفية التعامل مع مثل هذه الحالات وما قد تمثله من إرهاق للمحيطين أو حتى إضعاف لثقتهم بأنفسهم:
- ينصح الخبراء بعدم نعت هذا الشخص بكلمة نرجسي؛ لأنها عادة ما تؤدي إلى نتائج عكسية وتزيد الأمور سوءًا؛ فالهدف هنا هو إيقافه، لكن الذين يعانون من اضطراب الشخصية النرجسية، لا يمكنهم التفكير في سلوكهم ويصبحون مهووسين بإثبات أنك الشخص الذي يعاني من مشكلة، وهم أفضل في القيام بذلك مما يمكن أن تكون، كما أنهم لا يكتسبون رؤى من آراء الأشخاص، بصرف النظر عن مدى كونها بناءة أو مكثفة، وحسبما يعتقدون فأنت لن تمنحهم نظرة ثاقبة على أنفسهم.
- وللسبب السابق نفسه لا يساعد الجدال معهم، فلن يكون لديهم رؤى من تعليقاتك، ولست بحاجة للدفاع عن نفسك، فهم يميلون إلى رؤية أن كل الأخطاء تقع على عاتقك وكل الأضرار التي ارتكبوها، ولا يمكنك تغيير ذلك. إنهم يعتبرون أنفسهم دائمًا ضحايا في الحياة، ويعاملون من حولهم على نحو غير عادل، دون أي اعتراف بدورهم في المشكلة الذي قد يكون في الواقع الجزء الأساسي منها. والجدال معهم يؤثر في أجزاء معينة من أدمغتهم؛ حيث يتحولون إلى درجة عالية من الدفاع عن النفس قد تخسرهم معها.
وكمثال لذلك، ينشر النرجسيون باستمرار رسائل خفية وواضحة مفادها أن شركاءهم أقل ذكاءً منهم، والملاحظات والانتقادات حول ذلك منهم لا تتوقف؛ حيث يجب أن يشعروا بالتفوق. ومن ثم عليهم أن يعملوا باستمرار على إسقاط الآخرين وخاصة شركاءهم، وفي حالات الطلاق مثلاً قد يملأ النرجسيون المحاكم بقصصهم عن مدى عجز شركائهم.
- في الوقت الذي لا يمكنك فيه التحكم في سلوك النرجسي، يمكنك التحكم في سلوكك. وبدلًا من محاولة حثهم على تغيير سلوكهم، انظر كيف يمكنك تغيير سلوكك، ومن الأولويات النظر في الطرق التي قد تتسامح أو تدعم بها النرجسية. وفي العديد من العائلات يستولي الإخوة النرجسيون على الأُسَر ببطء، عن طريق المطالبة بأكبر قدر من الاهتمام، ويطالبون بالولاء، ويهينون الجميع حتى آباءهم، وينتهكون قواعد الأسرة ويتلاعبون في اتخاذ القرارات الخاصة بالعائلات، وليس عليك التعاون مع هذا؛ حيث يمكنك سحب مشاركتك في أعمالهم ضد الآخرين، أو حتى السلوك تجاه نفسك، بالقول: (إذا كنت ستتحدث معي بهذه الطريقة، فسوف يتعين عليَّ إنهاء هذه المحادثة).
