لقد أصبح إعداد طفلك للعام الدراسي الجديد في الفترة الحالية يختلف كثيرا عن ذي قبل؛ حيث بدأ الأمر ينطوي على ما هو أكثر من مجرد متعة التسوق لشراء اللوازم المدرسية والملابس الجديدة، وباتت العوامل المرتبطة بالصحة والسلامة هي الشغل الشاغل للعديد من الآباء.
ومع ذلك يمكن القول إنه بالإمكان إعداد الأطفال جسديا وذهنيا للعودة للمدارس من خلال غرس مجموعة من العادات الصحيحة عند الأطفال. ومن هنا، يمكن للآباء والأمهات أن يضعوا في الاعتبار عند بدء موسم العودة إلى المدارس مجموعة النصائح التالية، التي تقدمها طبيبة الأطفال في عيادات السعودي الألماني الدكتورة/محاسن دهام الجلاد.
لا يعبأ الأطفال عادة بمسألة الحرص في التعامل مع الأشياء، ويحبون استكشافها بأيديهم. وقد يعني ذلك في المدرسة لمس والتقاط كل ما يجذب انتباههم في المكان من حولهم. و بالطبع لا يمكن أن نمنعهم تماما من هذا السلوك، ولكن بإمكاننا أن نعلمهم شيئا أو شيئين حول كيفية الحفاظ على نظافتهم الشخصية من أجل البقاء في صحة جيدة.
من أكثر الطرق فعالية لتجنب انتشار الجراثيم أو التقاطها هو غسل اليدين بشكل صحيح. إن تشجيع الأطفال على غناء أغنية الأبجدية أو أغنية عيد ميلاد سعيد أثناء غسل أيديهم سيساعدهم على فعل ذلك بشكل صحيح. ومن المهم تذكيرهم بغسل أيديهم من الأمام والخلف وبين الأصابع. ويجب العمل على غرس هذه العادة، وحثهم على القيام بها في المنزل. ومن ثم، يجب وضع زجاجة صغيرة من معقم اليدين في الحقيبة المدرسية لاستخدامها عندما لا يتوفر الماء والصابون.
يُساعد الحفاظ على رطوبة الجسم عن طريق شرب السوائل على منع الشعور بالتعب، ويسهل عملية الهضم، ويعزز وظائف المخ. ولذا، يجب الحفاظ على رطوبة جسم طفلك من خلال انتقاء مجموعة من المشروبات الصحية مثل: الحليب وعصائر الفاكهة بالإضافة إلى كمية الماء الموصى بها. ويجب تجنب المشروبات الغازية والمشروبات السكرية الأخرى، التي تحتوي عادة على مكونات وإضافات غير مناسبة.
من المهم الحفاظ على حركة طفلك ليتمتع بالصحة والنشاط خاصة خلال أيام المدرسة؛ حيث يقضي الكثير من الوقت على الكرسي أو المقعد. ومن ثم، يساهم دمج الرياضة والتمارين الرياضية في روتين الطفل اليومي في إبقائه في حالة ذهنية إيجابية ويرفع مستوى التركيز والشعور بالحماسة. ويٌعد تسجيل الطفل للمشاركة في أنشطة رياضية منتظمة بعد انتهاء اليوم الدراسي أو إشراكه في جولات المشي العائلية أو الركض للحفاظ على حركة الجسم من الوسائل الأخرى للحفاظ على حيوية ونشاط جسم الطفل.
من المهم للغاية جعل الطفل يتبع روتين يومي مناسب للخلود إلى النوم لمنحه قسطا كافيا من النوم. ومن الأفضل أن يحصل الطفل على القدر التالي من ساعات النوم بصفة يومية: يجب أن يحصل الأطفال، الذين تتراوح أعمارهم ما بين 6 و 12 عاما، على حوالي من 9 إلى 12 ساعة من النوم، بينما يجب أن يحصل المراهقون، الذين تبلغ أعمارهم 13 عاما أو أكثر، على ما بين 8 إلى 10 ساعات من النوم. ويجب أن تساعد القراءة لفترة قصيرة قبل النوم في الانتقال بصورة سلسلة إلى مرحلة النعاس ثم النوم.
يجب التأكيد مرارا وتكرارا على أهمية أن تتكون وجبة الإفطار من مكونات صحية. إن الطلاب، الذين يتناولون وجبة الإفطار، يكونون أكثر يقظة واستيعابا خلال الحصص الدراسية من أولئك، الذين لا يتناولونها. كما أن الوجبات الصحية تمنح الطفل جسدا قويا قادرا على مقاومة العدوى.
تعتبر مسألة التعامل مع الحساسية، التي قد يٌصاب بها الطفل خلال الموسم الدراسي، أمرا هاما للعناية بصحته. إن الإصابة بالحساسية الموسمية من الأمور الشائعة، التي من الممكن أن تعطل الطفل عن المواظبة في الذهاب إلى المدرسة والتحصيل العلمي. وقد تؤثر أعراض مثل التعب والصداع والعطس وسيلان الأنف والحكة وغيرها من الأعراض المماثلة، سلبا على الطفل وتقلل من تركيزه.
وبالتالي، فإن متابعة ما قد يُسبب الحساسية للطفل وإبلاغ معلميه مسبقاً حول كيفية التعامل معها أثناء وجوده في المدرسة سيسهل الأمر على الجميع. ويجب كذلك إجراء فحص طبي سنوي أو نصف سنوي لدى الطبيب للتأكد من أن الطفل يتمتع بصحة جيدة ويخلو من الفيروسات. وبهذه الطريقة، يمكن أن يتجنب الطفل الإصابة بالعدوى من الأمراض الرئيسية، خاصة خلال أيام المدرسة.
اقرأ أيضًا: