أفاد تقرير للحملة الدولية لحظر الألغام، بأن نحو 6800 شخص لقوا حتفهم أو تعرضوا لبتر أحد أعضائهم؛ بسبب الألغام الأرضية والقنابل اليدوية والذخيرة التي لم تنفجر، حتى بعد مرور عقدين على دخول اتفاقية تحظر مثل هذه الأسلحة حيز التنفيذ.
وقال التقرير، الذي نٌشر، اليوم الخميس، في جنيف، إن أكثر من 3000 شخص لقوا حتفهم وأصيب نحو 3800 آخرين العام الماضي.
ووقعت معظم الخسائر البشرية في مناطق الصراع مثل أفغانستان ومالي وميانمار ونيجيريا وسوريا وأوكرانيا.
وعلى الرغم من حجم الخسائر المرتفع فإن معاهدة أوتاوا لحظر الألغام كانت ناجحة بصورة كبيرة؛ لأنها أوقفت إنتاج واستخدام الألغام في معظم الدول، بحسب ما قالته الحملة.
وقال ستيف جوسي، الذي يعمل بمنظمة هيومان رايس وتش، إحدى المنظمات المشاركة في وضع التقرير السنوي بشأن الألغام «لقد أنقذت عشرات وحتى مئات الآلاف من الأرواح والأطراف من البتر».
يشار إلى أنه خلال العام الماضي، قامت القوات الحكومة والجماعات المسلحة بنشر ألغام أرضية جديدة في ميانمار، واليمن وأفغانستان وباكستان والهند ونيجيريا.
وتظل معاهدة أوتاوا - التي تعرف أيضًا باسم «اتفاقية الأمم المتحدة لحظر استعمال أو تخزين أو إنتاج أو نقل الألغام التي تستهدف الأشخاص في كل أنحاء العالم»، إحدى أبرز المعاهدات في مسيرة الأمم المتحدة، وأحد أهم النجاحات التي حققتها الدبلوماسية الدولية، حسبما قال الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة كوفي عنان، في الثاني من مارس 2016.
وتلزم «أوتاوا» الدول بإزالة التهديد الذي تمثله الألغام المزروعة في الأرض، ومخزونها من الألغام المضادة للأفراد خلال أربع سنوات، بالإضافة إلى تطهير جميع مناطق الألغام الموجودة تحت سيادتها أو سيطرتها خلال عشر سنوات.
وفيما وقع على الاتفاقية 123 دولة في العام 1997، ارتفع عدد الدول الموقعة عليها إلى 162 دولة بحلول العام 2012.
وتشكل نسبة الدول الأعضاء في تلك المعاهدة، استنادًا على بيانات «الحملة الدولية لمنع الألغام»، 80% من إجمالي دول العالم، فيما لا يتعدى عدد الدول غير الأعضاء في الاتفاقية 34 دولة، أبرزها الولايات المتحدة، وروسيا، والصين.
وتوضح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن تلك الاتفاقية الدولية تحظر استخدام الألغام المضادة للأفراد، لكنها في المقابل لا تحظر الألغام المضادة للمركبات أو الدبابات.
وتشير إلى أن تلك الاتفاقية أنقذت آلاف الأرواح، موضحًة أنه بعد أن كان يقضي قرابة 20 ألف شخص حتفهم؛ بسبب الألغام الأرضية سنويًّا، انخفض هذا العدد منذ دخول المعاهدة حيز النفاذ عام 1999؛ إذ يُقدّر اليوم بحوالي 3500 شخص في الظروف العادية.