كيف تقنع الآخرين بتطبيق "الإجراءات الاحترازية" ضد فيروس كورونا؟

بعد محاولات الجهات المختصة للحد من انتشاره..
كيف تقنع الآخرين بتطبيق "الإجراءات الاحترازية" ضد فيروس كورونا؟
تم النشر في

على مدى الأسابيع العديدة الماضية ازداد القلق بشأن فيروس كورونا المستجد، وإلى جانب الجهود المبذولة من الدول لوقف الانتشار، تحث كافة المؤسسات الصحية الناس على اتخاذ الاحتياطات اللازمة لإبطاء انتشاره، عن طريق إبعاد أنفسهم اجتماعيّاً عن الآخرين، مع الحرص الشديد على النظافة الجيدة، ولكن كيف يمكن إقناع الآخرين بالامتثال لمثل هذه التوصيات؟ وهل يجب أن نخيفهم؟

حسب خبراء علم النفس الاجتماعي فإن الجواب هنا يبدو معقداً، فالخوف يمكن أن يكون محفزاً، وعندما يشعر الناس بالقلق فإنهم يميلون إلى معالجة المعلومات بعناية أكبر وإيلاء اهتمام أكبر للرسائل التي يسمعونها، لذا فإن الرسالة التي تثير الخوف تجعل الجمهور أكثر انفتاحاً على الإقناع، ومع ذلك من المهم أن تكون أي محاولة لزيادة الخوف مصحوبة بتوجيه واضح حول كيفية تجنب الشيء المخيف.

وعلى سبيل المثال وجدت إحدى الدراسات أن الناس كانوا أكثر اقتناعاً بمقال يثير القلق حول تغير المناخ عندما احتوى على معلومات حول حلول للمشكلة، وبدون هذا الاطمئنان  قد يصاب الناس بالذعر عندما يعتقدون أنهم لا يستطيعون التحكم في الموقف، وعندما يشعر الناس بأنهم لا يسيطرون على النتيجة المخيفة، يمكن أن تأتي هذه الرسائل بنتائج عكسية، ومن ثم فمن المهم أن يعبر القادة عن خطورة الوضع، مع زرع الثقة في الناس بأنه يمكنهم تجنب أسوأ السيناريوهات باتباع بروتوكولات معينة لمنع انتشار المرض.

كما تعد المراسلة القوية والمتسقة هنا أمراً مهمّاً لنشر الخبر وخلق انطباع بأن هناك إجماعًا حول النصيحة، ومع ذلك قد يأتي ذلك بنتائج عكسية، فإذا أخبرت طفلاً مثلاً أنه يمكن أن يحصل على أي حلوى يريدها باستثناء الحلوى الزرقاء، فسيريد الطفل الحلوى الزرقاء، وهذه الظاهرة تسمي مفاعلة، وهي قد تحدث كرد فعل عندما ندرك أن شيئاً ما يهدد حريتنا في القيام بما نريد، فنرد على تلك الحرية المهددة، وقد يكون هذا النوع من التفاعل خطراً حقيقيّاً في كيفية تعاملنا مع أزمة الفيروس المستجد، فعندما تخبر الناس أنهم لن يتمكنوا من الاحتفال، فقد تدفعهم المفاعلة في اتجاه آخر، وهذا النوع من السلوك قد يؤدي إلى تجمعات من الناس، على عكس ما يوصي به مسؤولو الصحة العامة.

وهناك مشكلة أخرى مهمة عندما تحاول إقناع شخص ما بفعل شيء ما، وهي أنه يجب عليك مراعاة الموقف الأولي لمن تستهدفه، وعلى سبيل المثال، لا يمكنك إقناع شخص يأكل اللحم ثلاث مرات في اليوم بأن يكون نباتيّاً بين عشية وضحاها، ولكن حسب الخبراء عليك التدرج، بأن تبدأ من خلال إقناعه بفوائد تقليل اللحوم شيئاً فشيئًا، فإذا كان موقفك شديداً للغاية فلن يستمع إليك، لذا إذا كنت تحاول إقناع شخص ما بأن يكون أكثر حذراً بشأن نظافته وسلوكه الاجتماعي، فكر في من أين تبدأ، فإقناع الناس باتخاذ الاحتياطات ضد الفيروس المستجد ليس بالأمر السهل، ولكنه توازن دقيق لغرس الخوف، ولكن مع توفير الحلول لتجنب النتيجة المخيفة، وإرسال رسالة قوية، ولكنها ليست خشنة بحيث لا يستجيب الناس بتحد.

اقرأ أيضا:

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa