يشكل الغرق حسب منظمة الصحة العالمية، ثالث أهمّ أسباب الوفيات الناجمة عن الإصابات غير المتعمّدة في أنحاء العالم، بما نسبته 7% من مجموع تلك الوفيات.
وما يجهله كثير من الناس هو أن للغرق نوعين، الأول هو «التقليدي» المعروف من قبل جميع الناس داخل المسطحات المائية، والثاني وهو «خبيث» يحمل وصف «الغرق الجاف»، والمعروف علميا باسم «متلازمة ما بعد الانغماس».
الدكتور عادل خوري، يشير إلى أن الغرق الجاف هو نتيجة عوامل معقدة، ورد فعل لا إرادي للجسم، ويتطلب عناية فورية وإلا أصبح مميتًا، وفقًا لـ«سكاي نيوز».
ودعا إلى ضرورة إدراك أي أعراض تظهر بعد حادثة غرق عابرة، مثل الشعور بالخمول الشديد والإعياء والسعال المستمر، بالإضافة الى الدوار والنعاس وألم الصدر وصعوبة التنفس، مما يعني أن الجسم لا يحصل على ما يكفي من الأكسجين.
وشدد خوري إلى أن عدم الاستهتار بهذه العوارض ونيل الرعاية الطبية في الوقت اللازم يسمح لجسم الإنسان بتخطي هذا القاتل الخبيث، الذي يعتمد على خداع الجسم، من خلال جعله يقوم بردّة فعل لا إراديَّة بحرمان نفسه من الأكسجين ظناً منه أنه يغرق.
من جانبه قال الدكتور ربيع عيتاني، إن الغرق الجاف هي الحالة التي يتوفى فيها الشخص بعد 24 ساعة أو أكثر من ابتلاعه أو استنشاقه للمياه، من دون أي علامات حادة، تُظهر أن الشخص يعاني من مشاكل خطيرة في الجهاز التنفسي.
ويحدث الغرق الجاف عندما يتعرض شخص بالغ أو طفل، لحادثة غرق عابرة في حمام السباحة مثلاً، حيث أنه من الطبيعي أن يستنشق ويبتلع بعض الماء، وبمجرد أن يتم إنقاذ هذا الشخص من الماء ويتم التأكد من أنه يتنفس بشكل طبيعي، نظن أن الخطر قد زال وأن ما جرى مجرد حادث عرضي.
ولكن ما يحدث هنا هو أنه وبعد دخول الماء عن طريق الأنف أو الفم، ورغم عدم وصولها إلى الرئتين، تبدأ عضلات القصبة الهوائية وكرد فعل دفاعي بالانكماش تدريجيًّا، ثم يبدأ الجسم بحرمان نفسه من الأكسجين تدريجيًّا، ليصل الشخص إلى الوفاة في حال لم يتم تدارك الوضع سريعًا.