وجد باحثون أن تأثير فيروس «كورونا» المستجد يكون أشد وطأة على الرجال مقارنة بالسيدات، وحذروا من أن كون المرء (ذكرًا) قد يكون عاملًا مساعدًا في الإصابة بالفيروس، حسبما أوردت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية.
وذكر باحثون، حسبما أوردت الصحيفة، أن «كورونا» يتسبب في إصابة ووفاة عدد أكبر من الرجال مقارنة بالنساء، وأشاروا إلى أن النمط الإيطالي يعكس نمطًا لاحظوه في الصين، حيث كانت الوفيات بين الرجال جراء «كورونا» أكبر من السيدات.
ولاحظ مسح أجراه المعهد الصحي العالي في روما، شمل 25 ألف حالة إصابة، أن عدد الرجال المصابين أكبر من الإناث، كما أن نسبة الوفيات بين الرجال أعلى، بلغت 8% مقارنة بالإناث، حيث بلغت نسبة الوفيات 5%.
ففي إيطاليا، شكل الرجال نسبة 58% من حالات الإصابة التي شملها مسح المعهد في إيطاليا، و70% من حالات الوفاة التي شملها، وعددها 1697 حالة. وفي الصين، أظهر تحليل أجراه معهد مكافحة الأمراض والوقاية منها، أن معدل الوفاة بين الرجال بسبب «كورونا» بلغ 2.8%، مقارنة بـ1.7% حالات وفاة بين الإناث.
كذلك، أوضح تقرير لمنظمة الصحة العالمية عن حالات الإصابة في أوروبا أنه من بين 11 ألف و228 حالة إصابة، فإن 57% من الرجال، ومن بين 1032 حالة وفاة، فإن 72% هم من الرجال.
وقالت الباحثة في مدرسة «جونز هوبكنز» للصحة العامة، صبرا كلين: «كونك رجلًا يحمل عامل خطورة أكبر، بالضبط مثل كون المرء مسنًّا. يجب أن يكون هناك وعي عامّ بهذا النمط، فمثلما أن كبار السن أكثر عرضة للإصابة، كذلك الرجال».
وأضافت أن الأمر قد يكون له علاقة بعامل بيولوجي أو سلوكي، حيث تملك الإناث نظام مناعة أقوى من الرجال، في حين أن عدد المدخنين من الرجال أكبر مقارنة بالإناث، وهم الأقل ميلًا للحفاظ على إجراءات النظافة العامة.
وتابعت: «الأمر لافت للنظر، شاهدناه في بلدين مختلفين اجتماعيًّا وثقافيًّا بشكل كبير، إيطاليا والصين. هناك حاجة لإجراء مزيد من البحوث والدراسات في هذا الأمر».
والنمط نفسه من التباين بين الجنسين في حالات الإصابة والوفاة لاحظته ديبورا بيركس، منسقة الاستجابة لفيروس «كورونا» في البيت الأبيض، التي قالت إن «الفجوة بين الجنسين كانت مضاعفة عند الرجال من جميع الفئات العمرية».
وليست هذه المرة الأولى التي يلاحظ فيها الباحثون تباينًا واضحًا في معدل الإصابة بين الرجال والنساء جراء الإصابة بأحد فيروسات عائلة الفيروسات التاجية. ففي خلال اندلاع وباء فيروس «سارس» العام 2003، كانت نسبة الإصابة بين الإناث أكبر من الرجال، بينما كانت نسبة الوفيات من الرجال أعلى بمقدار 50%.
أما فيروس «ميرس»، أو متلازمة الشرق الأوسط التنفسية، فكانت نسبة الإصابة بين الرجال أعلى من الإناث، بمعدل 32% و25% على التوالي.
وأرجع كثير من الباحثين هذه الظاهرة إلى قوة جهاز المناعة عند النساء، حيث يُعتقد أن هرمون «استروجين» الأنثوي يلعب دورًا في المناعة، مثل «كروموسوم X»، الذي يحتوي على جينات مرتبطة بالمناعة. وتحمل النساء اثنين من «كروموسوم X» بينما يحمل الرجال واحد فقط.
اقرأ أيضًا: