حذر خبراء الصحة من مخاطر العمل من المنزل لفترات طويلة، خاصة في ظل تفشي فيروس كورونا، والتزام الكثير من الموظفين بالعمل من البيت، ما قد يؤدي إلى الإصابة بأمراض السكري والعمود الفقري والصحة العقلية.
وصرحت جانيت جاكسون، مديرة مركز The Manchester Stress Institute الصحي، لصحيفة «ذا صن»، بأن العمل من المنزل قد يؤدي إلى البؤس مدى الحياة.
وأضافت، أنه من السخف أن نتخيل أن كونك وحيدًا أو في فقاعة صغيرة أمر صحي، وهناك العديد من المجالات التي يكون فيها العمل من المنزل ضارًا لك.
وتابعت: أنه لم يتم تصميم كراسي تناول الطعام للجلوس طوال اليوم خلف المكتب، ويمكن أن تؤدي إلى إصابة جيل كامل بمشاكل صحية والتهابات وسنوات من آلام الظهر، ناهيك عن التكلفة العالية للرعاية الصحية المتخصصة والعلاج الطبيعي. مشيرة إلى أنه إذا استمر الناس في العمل من المنزل، قد يؤدي الإفراط في تناول الطعام إلى الإصابة بمرض السكري من النوع 2، وهي حالة مزمنة ستؤثر على المريض مدى الحياة بمجرد حدوث الضرر.
وذكرت أنه بالنسبة للعديد من الأشخاص، تقع الثلاجة وخزائن المطبخ على بعد خطوات قليلة من مكاتبهم المنزلية، ومن السهل جدًا تناول وجبة خفيفة واختيار الأطعمة الغنية بالسكريات والدهون؛ لتتراكم كميات كبيرة من السعرات الحرارية في أجسادهم.
(الجهاز العضلي)
وقال الطبيب العام الدكتور ماريوس أناستاسيادس، إن قضاء ساعات في الانحناء فوق جهاز كمبيوتر محمول على طاولة الطعام في كرسي غير مناسب لم يتم تصميمه بشكل مريح يضغط على عمودك الفقري وجهازك العضلي الهيكلي بالكامل.
وأضاف، أنه حتى الإضاءة ليست مصممة لأيام العمل الطويلة في معظم المنازل، لذا فليس من المستغرب حدوث زيادة في عدد الأشخاص الذين يزورون المعالجين المختصين بتقويم العمود الفقري وأطباء العيون.
(أضرار طويلة)
في الوقت الذي توصي بعض الشركات الكبرى مثل جوجل وتويتر موظفيها بالعمل من المنزل بشكل دائم، لكن خبراء الصحة العقلية يقولون إن البقاء في المنزل سيؤدي حتمًا إلى أضرار طويلة الأمد.
(التواصل الجسدي)
وقالت عالمة النفس إيما كيني، أن ما يجعلنا بشرًا هو التواصل الجسدي والعلاقة الودية، ومن الواضح أنه كلما كنت أكثر عزلة، زادت مشكلات الصحة العقلية لديك.
وأضافت، أن التواصل عبر الإنترنت ليس تواصلًا حقيقيًا، وفي الوقت الذي يمكن أن يكون العمل المرن خيارًا رائعًا، لا يمكننا التقليل من تأثير العزلة الاجتماعية على المدى الطويل على الصحة العقلية.
(العنف المنزلي)
وأوضحت كيني، منذ أن زاد الاعتماد على العمل من المنزل أكثر هذا العام ، شهدنا بالفعل زيادة هائلة في الاكتئاب والقلق والشعور بالوحدة، وتضاعفت حالات القتل المنزلي خلال فترة الإغلاق، وحدثت زيادة مذهلة بنسبة 700٪ في حالات العنف المنزلي.
(ممارسة التمارين)
وينصح أناستاسيادس، إذا لم تتمكن من العودة إلى العمل في الشركة، فحاول ممارسة الكثير من التمارين الرياضية في المنزل، وابحث عن أفضل كرسي ممكن للعمل، وخذ الكثير من فترات الراحة، واقتصر على وجبات الطعام الرئيسية كالمعتاد، وإذا شعرت بالضعف، فيرجى طلب المشورة من طبيب مختص على الفور.
وللتعامل مع حالات الاكتئاب والقلق المرافقة للعزلة المنزلية، ينصح الخبراء بلقاء الأصدقاء من وقت لآخر مع تطبيق قواعد التباعد الاجتماعي، والحديث إلى شخص موثوق عن المشاعر السلبية، وطلب المشورة من طبيب مختص عند الضرورة.
اقرأ أيضاً: