بادر علماء في جامعة أوكسفورد البريطانية، بالإعلان قبل أيام عن نجاح لقاح جديد ضد فيروس كورونا المستجد «COVID-19»، في حماية مجموعة من القرود من الفيروس، إلَّا أنَّ التفاؤل لم يكن بالقدر الذي يبديه هؤلاء الباحثون، فعقب هذا الإعلان خرجت تقارير تشكك في فاعلية العقار.
وأكدت الحكومة البريطانية، في تصريحات سابقة، على أنه بإمكانها توفير 30 مليون جرعة من «لقاح أوكسفورد» الجديد في جميع أنحاء المملكة المتحدة في سبتمبر المقبل، في حال ثبتت فعاليته.
ما هو «لقاح أوكسفورد»؟
وأوضح الباحثون القائمون على مشروع «لقاح أوكسفورد» الذي يجرى اختباره الآن، أنه نسخة ضعيفة من فيروس الإنفلونزا الشائع، تمَّ التلاعب به وتعديله جينيًا بحيث لا يضر البشر، لكنَّه يحتوي أيضًا على جزء من فيروس كورونا، بحيث يؤدي إلى استجابة الجسم المناعية لبروتينات «كوفيد-19» التي تستخدمها لدخول الخلايا البشرية والتكاثر.
وبدأت تجارب اللقاح المعروف رسميًا باسم شادوكش وان كوفيد 19" في 24 أبريل الماضي، لمعرفة ما إذا كان يمكن أن يحمي الأشخاص الأصحاء بشكل فعال من فيروس كورونا المستجد.
شكوك حول «لقاح أوكسفورد»
وأشارت مجلة «فوربس» الأمريكية، في تقرير لها بعد الاطلاع على نتائج التجارب، أنَّ جميع القرود التي تم تطعيمها بـ«لقاح أوكسفورد» أصيبت بالفيروس عندما تم تعريضها له، وذلك بعدما تم تحليل الحمض النووي الريبي المسحوب من إفرازات الأنف.
وأضاف التقرير أنَّ حجة العلماء في المضي قدمًا في «لقاح أوكسفورد» الذي لم يمنع العدوى عن الحيوانات، هو أن المصل قد خفف من حدة المرض، مشيرًا إلى أ نه قد تم مراقبة الحيوانات بعد تعرضها للعدوى لمدة سبعة أيام، حيث تبين أنَّ الحيوانات غير الملقحة ظهرت عليها علامات الالتهاب الرئوي، فيما خلت القرود الملقحة منها.
لندن متمسكة بـ«أوكسفورد»
وأكد خبير اللقاحات بجامعة أوكسفورد في المملكة المتحدة البروفيسور، أندرو بولارد، أن نجاح التجارب السريرية يمكن أن تمهّد الطريق للوصول إلى إنتاج العقار خلال ستة أشهر من الآن في حال التأكد من فاعليته الطبية في الحد من الفيروس.
وأضاف البروفيسور أن مدة ستة أشهر تعد قياسية بالمقارنة مع الأوقات السابقة في إنتاج اللقاحات المضادة والتي قد تستغرق عادة 10 سنوات لإنتاج اللقاح أو المصل الجديد الذي يمكن اعتماده كدواء أو مضاد حقيقي.
وخلص التقرير إلى أنَّ المؤشرات تعني أن «لقاح أوكسفورد» لم يمنع عدوى الفيروس، إلا أنه قد يعطي حماية جزئية من تبعاته.
ويقول الباحثون، إن البيانات الكافية من الاختبار على «لقاح أوكسفورد» قد تكون متاحة في غضون شهرين، لكنها قد تستغرق 6 أشهر، وهنا يكمن السبب وراء الفترة الطويلة التي يتطلبها الأمر لإنتاح لقاح مناسب.
اقرأ أيضًا: