الحناء عادة قديمة توارثتها الأجيال وتزين أيدي النساء في العيد

الحناء عادة قديمة توارثتها الأجيال وتزين أيدي النساء في العيد

تتميز الفنون الشعبية بسحر خاص فهي نسيج من وجدان الشعب تتوارثه الأجيال على مر الزمن وهذه الحالة الإبداعية الشعبية سواء كانت من الفنون التشكيلية أم التعبيرية أم من الممارسات المرتبطة بالعادات والتقاليد يتصل بعضها ببعضها الآخر؛ لتشكل بنية الإبداع الشعبي وبناءه الثقافي.

وتعد التخضُّب بالحناء إحدى العادات القديمة التي تتباهى بها النساء استعدادًا للعيد، هي مستمرة إلى وقتنا الحاضر في مختلف مدن المملكة، فهي تمثل حرفة نسائية شعبية وشكلًا من المهارات الفنية التشكيلية يُعبَّرُ بها عن الذوق والحس الجمالي والسرور على أيدي النساء ليلة العيد، فيظهر تنوعًا في المفردات التشكيلية والوحدات الزخرفية والأشكال الفنية،وتناسقها بنقوشها المتنوعة، واستطاعت هذه العادة المبهجة الحفاظ على أصالتها ومكانته، وتناقلها جيلًا بعد الآخر.

اقرأ أيضاً
«الغذاء والدواء» تحذر من 3 أخطار لاستخدام الحناء المخلوطة بمواد كيمائية
الحناء عادة قديمة توارثتها الأجيال وتزين أيدي النساء في العيد

تحدثت نورة الحميدي لـ«واس» عن أجواء قرب قدوم العيد حاملًا أفراحه وبهجته وناشرًا أضواء المحبة والتواصل بين أفراد المجتمع، مبينة أن الحناء نبات يقطفون أوراقه ويجففونها ويطحنونها، ثم يضيفون الماء إلى المسحوق؛لتكوين عجينةٍ يستخدمونها في صبغ الشعور وتزيين رؤوس الأصابع وباطن الأكف، ويمثل حناء المدينة آنذاك شيوعًا في استخدامه وبيعه؛ حيث يأتي بها الحجاج قديمًا كورق نبات يتم بيعه بعد ذلك للمشتري حسب رغبته.

وأشارت إلى أن طريقة تحضير الحناء بأخذ المقدار المحتاج له في وعاء يسمى «الرحاء» أو ما يسمى «الغضار» فكان البعض يعجن بالماء فقط، والآخر يوضع مع الشاي المغلي والليمون أو الليمون الأسود، ثم يعجن ويوضع على اليد.

اقرأ أيضاً
استشارية أمراض جلدية: لم تثبت فائدة الحناء في منع تساقط الشعر
الحناء عادة قديمة توارثتها الأجيال وتزين أيدي النساء في العيد

وأفادت بأن طرق الحناء مختلفة في المملكة فكانت طريقة أهل نجد ومنطقة القصيم وما حولها إلى الحناء بوضعها على الأصابع ووسط راحة اليد وتقوم بلفه بقطعة من القماش لفترة ليأخذ لونه، وأهل الجنوب ما شاع لديهم هو نقش الحناء و يمتاز فيه عادة أهل جازان، فالنقش مأخوذة فكرته من بعض التجار الهنود عن طريق اليمن.

وأكدت أن الحناء لا يزال طقسًا من طقوس ليلة العيد، بصفته جزءًا من مظاهر التعبير والفرح، إذْ تُزيَّنُ أيدي الفتيات الصغيرات بنقوش الحناء مع السيدات، وإضافة الى تبادل الهدايا وغيرها من نماذج الألفة بين المجتمع، مشيرة إلى استمرارية «الحوامة» إلى اليوم وهي موروث شعبي يقوم الأطفال خلالها بالتجول على بيوت الجيران؛ ليأخذوا نصيبهم مما أعده الجيران من «عيديات» فرحًا بالعيد.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa