يعد الصيف من الفصول المحببة للملايين حول العالم، لأنه يمثل فرصة للعطلة والاستمتاع، لكن يعد البعوض من أكثر الأشياء المزعجة التي تنغص على محبي الصيف أوقاتهم.
وتزداد حالة الإزعاج إذا كان تواجد المرء وسط آخرين لا يعانون من لدغات البعوض، حيث توجد بالفعل أسباب علمية تجعل البعوض يلدغ أشخاصًا معينين دون غيرهم، حسب «العربية».
فعلى عكس ما قد يعتقده البعض، فإن البعوض لا يلدغ الإنسان من أجل الحصول على الطعام، حيث إنه يتغذى على رحيق النبات، إنما تلدغ إناث البعوض فقط بغرض تلقي بروتينات من دم الإنسان تكون لازمة لتطوير بيضها.
وهناك عديد من العوامل التي تجذب البعوض إلى الشخص بعينه، ومنها:
لون الملابس. يعد البعوض صيادًا بصريًّا للغاية، مما يعني أن ألوان الملابس يمكن أن تساعد في تسهيل اصطياد البعوض للفريسة البشرية، حيث أظهرت بعض الأبحاث أن البعوض ينجذب أكثر إلى اللونين الأسود والأحمر.
ثاني أكسيد الكربون. وكما يستخدم البعوض البصر فإن شم الرائحة وسيلة أخرى يعتمد عليها للعثور على مضيفات للدغات، ويمكن للبعوض أن يشم رائحة الإنسان من خلال ثاني أكسيد الكربون المنبعث عند التنفس.
ووفق بحث نُشر في دورية «Chemical Senses»، يستخدم البعوض عضوًا يسمى ملامسة الفك العلوي للكشف عن ثاني أكسيد الكربون، ويمكنه الشعور به من مسافة 164 قدمًا.
رائحة العرق. كما ينجذب البعوض إلى مواد ومركبات أكثر من مجرد ثاني أكسيد الكربون، إذ يمكن أن يهاجم البعوض أشخاصًا بعينهم عن طريق شم إفرازات على أجسامهم مثل العرق وحمض اللاكتيك وحمض البوليك والأمونيا.
ولا يزال الباحثون يدرسون سبب كون بعض روائح الجسم أكثر جاذبية للبعوض، لكنهم يعرفون حتى الآن، أن الجينات والبكتيريا الموجودة على الجلد والتمارين الرياضية تلعب جميعها عاملاً.
فصيلة الدم. ويسود أيضًا اعتقاد شائع بأن البعوض ينجذب إلى أنواع معينة من الدم، مع الأخذ في الاعتبار أن البعوض يلدغ البشر من أجل دمائهم، ويتم تحديد فصيلة الدم من خلال علم الوراثة، ويتم إنشاء كل فصيلة دم بناءً على مجموعات مختلفة من البروتينات المحددة، تسمى المستضدات، على سطح خلايا الدم الحمراء، وهي أربعة أنواع رئيسية «إيه» و«بي» و«إيه بي» و«أو».
ورغم عدم وجود استنتاجات قاطعة حول نوع فصيلة الدم الأكثر جاذبية للبعوض، فقد أشار العديد من الدراسات إلى أن أصحاب فصيلة الدم «أو» هم الأكثر شهية للبعوض.
ولاحظت دراسة أجريت عام 2019 سلوك تغذية البعوض عند تقديمه مع عينات مختلفة من فصيلة الدم، وتبين أن البعوض يميل إلى فصيلة دم «O» المُغذية أكثر من أي نوع آخر.
كما توصلت دراسة، أجريت بالعام 2004، أيضًا إلى أن البعوض يهبط على إفرازات فصيلة الدم O بنسبة تصل إلى 83.3%، وهي أكثر بكثير من إفرازات مجموعة فصيلة الدم «إيه»، التي تقدر بنحو 46.5%.
تتضمن بعض الطرق الشائعة للوقاية من لدغات البعوض ما يلي:
استخدم طارد وبخاخات مضادة للحشرات، واستخدام مبيدات الحشرات الطبيعية، مثل زيت النيم وزيت الزعتر، وتجنب الخروج عند الفجر أو الغسق.
كما يفضل تجنب الملابس ذات الألوان الداكنة وخاصة السوداء، والتخلص من المياه الراكدة قرب المنازل، واستخدام شبابيك أو أبواب من السلك الخفيف أو ستائر.