منذ بداية جائحة فيروس كورونا المستجد، دأب العلماء على دراسة كل ما يتعلق بهذا المرض؛ بداية من كينونته وأعراضه وأسباب ظهوره، في محاولة للتوصل للقاح له، كذلك عكفت المراكز المختصة على إعداد الدراسات الإحصائية حول كل ما يتعلق بالفيروس، وكذلك سلوكيات الشعوب وأنماطها التي تغيرت بسبب هذا المرض.
ومن هذه الدراسات، التي أزيح عنها الستار مؤخرًا، التي كشفت احتمالية إصابة نحو 70 في المائة من سكان العالم بفيروس كورونا المستجد؛ لكن احتمالات البقاء على قيد الحياة في المراحل الأولى للفيروس تبقى غير دقيقة حتى الآن، فما نسب النجاة المتوقعة من المرض؟
نسب الوفيات بفيروس كورونا
وأوضح التقرير، الذي نقلته صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية عن خبراء بمحال الصحة، أن معدل الوفيات بين المصابين بفيروس كورونا قد يتراوح بين 0.9 و3.4 في المائة حسب أحدث البيانات، وبالنسبة للمرضى من جميع الأعمار دون ظروف طبية موجودة من قبل، كان معدل الوفيات 1.4 في المائة.
وأوضح جين أولينجر عالم المناعة بالمعهد العلمي «ام ار ام اي جلوبال»، الذي يتخذ من ميريلاند مقرًا له إن التأثير الكامل للمرض لن يفهم إلا فيما بعد وليس الآن، لافتًا إلى أن التقرير يؤكد حاجة الباحثين لمراعاة عوامل مثل المناخ والحصول على الرعاية الصحية وعلم الوراثة لبناء صورة كاملة للفيروس، بما في ذلك من هو الأكثر عرضة للخطر.
فبعد تفقد الأوضاع في الصين الشهر الماضي، أفاد فريق خبراء جمعته منظمة الصحة العالمية، بأن المرضى الذين يعانون مشاكل صحية كامنة توفوا بمعدلات أعلى بكثير، بينما أفادت منظمة الصحة العالمية، بأن الإحصائيات التي لديها حتى الآن توضح أن 14 في المائة فقط من المصابين بالفيروس تظهر عليهم أعراض شديدة يحتاجون معها إلى العلاج في المستشفيات ودعم الأوكسجين.
ما الفئات الأكثر عرضة للخطر؟
وخلصت دراسة أخرى لفحص 201 مريض في مستشفى في ووهان بالصين، إلى أن المرضى الذين تبلغ أعمارهم 60 عامًا فما فوق، كانوا أكثر عرضة للخضوع لأعراض تنفسية قاتلة؛ لأن جهازهم المناعي كان أضعف.
وعلى الرغم من عدم اليقين الحالي، يبدو أن البحوث المبكرة تظهر نمطًا مستمرًا بشأن الفئة الأكثر ضعفًا: فكبار السن، ولا سيما أولئك الذين يعانون حالات طبية كامنة، معرضون لخطر الوفاة بسبب الفيروس أكثر بكثير من الأصغر سنًا، والناس الأكثر صحة.
وكان معدل الوفيات بنسبة 13.2 في المائة لأولئك الذين يعانون أمراض القلب والأوعية الدموية، و9.2 في المائة لمن يعانون مرض السكري، و8.4 في المائة للأشخاص الذين يعانون ارتفاع ضغط الدم، و8 في المائة للمرضى الذين يعانون أمراض الجهاز التنفسي المزمن، و7.6 في المائة للمصابين بالسرطان، وفي الوقت نفسه، توفي المرضى الذين تبلغ أعمارهم 80 سنة فأكثر بمعدل 21.9 في المائة.
وعلى الرغم من ارتفاع معدلات الوفيات، من غير الواضح ما إذا كان كبار السن معرضين لخطر الإصابة بالفيروس أكثر من الأشخاص في الفئات العمرية الأخرى.
الأبحاث تكشف فصائل الدم الأكثر عرضة للإصابة
وفي السياق ذاته، كشفت دراسة أخرى أجرها باحثون صينيون، أن فصائل الدم يمكن أن تلعب دورًا في إمكانية تعرض صاحبها لخطر الإصابة بفيروس كورونا المستجد من عدمها.
وحسب الدراسة، التي أجريت في مدينة ووهان وسط الصين، مهد الفيروس القاتل، فإن أولئك الذين يحملون فصيلة الدم A أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا، مقارنة بأصحاب باقي الفصائل، كما قال الباحثون إن أصحاب فصيلة الدم A، هم الأكثر عرضة للموت؛ بسبب الفيروس الذي يعرف أيضا باسم «كوفيد 19»، وفقًا للنتائج التي نشرتها صحيفة «ديلي ميل» البريطانية.
وفي عموم البشر، تعد فصيلة الدم O الأكثر شيوعًا بنسبة 34 بالمائة، مقابل 23 بالمائة للفصيلة A، لكن الأمر بدا مختلفًا بين ضحايا كورونا، فقد بلغت نسبة أصحاب فصيلة الدم A بين المصابين في ووهان 41 بالمائة، مقابل 25 بالمائة للذين يحملون فصيلة الدم O، كما كانت النسب ذاتها بين فصائل دم حالات الوفاة بسبب المرض 41 بالمائة للفصيلة A، و25 بالمائة للفصيلة O.
وشكل الأشخاص الذين يحملون الفصيلة O نحو 25 بالمائة من إجمالي الوفيات، رغم أنهم يشكلون 32 بالمائة من إجمالي سكان ووهان، لكن الباحثين لم يستطيعوا أن يجدوا تفسيرًا علميا لسبب التباين في نسب الإصابة بالفيروس حسب فصيلة الدم.
وفحص أصحاب البحث 2173 شخصًا مصابًا بفيروس كورونا، بمن فيهم 206 أشخاص توفوا بسبب هذا المرض، وقارنوا بياناتهم مع معلومات عن 3694 شخصًا من الأصحاء في المدينة.
لقاح كورونا
يأتي هذا في خضم سباق دولي انخرطت فيه عدة دول على مستوى العالم من بينها الصين وأمريكا وألمانيا من أجل اكتشاف لقاح لفيروس كورونا المستجد، فيما أعلنت مجوعة "سانوفي" الدوائية الفرنسية، أمس الأربعاء، عن استعدادها لتوفير كمية تكفي 300 ألف مصاب بفايروس كورونا من عقار "بلاكنيل" الذي يستخدم منذ عقود في معالجة الملاريا وأمراض المناعة الذاتية مثل الذئبة والتهاب المفاصل لكن الشركة الفرنسية أوضحت أنه أظهر نتائج «واعدة» في معالجة مرضى الفايروس.
من جهته، أوضح الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خلال مؤتمر صحفي مساء اليوم، الخميس، إنه سيتم الإعلان عن تحقيق نجاح في لقاح فيروس كورونا المستجد "خلال أسابيع"، لافتا إلى أن واشنطن صادقت على استخدام دواء الملاريا لعلاج كورونا، مضيفًا أنه "بضعة أسابيع سنتمكن من إحراز نتائح بخصوص اللقاح، وذلك بعدما كنا نعتقد أن الأمر سيتطلب وقتا طويلا".
اقرأ أيضًا :