تشير بيانات منظمة الصحة العالمية إلى أن عدوى الالتهاب الكبدي المزمن «فيروس سي» يتعايش معها نحو 71 مليون شخص حول العالم، وأشارت تقديرات المنظمة، في وقت سابق، إلى أن حوالي 399 ألف شخصًا لقوا حتفهم بسبب هذا المرض، وأن معظم هذه الوفيات نتجت عن تشمع الكبد وسرطنة الخلايا الكبدية، ولذلك اعتمدت المنظمة «استراتيجية قطاع الصحة العالمية بشأن التهاب الكبد الفيروسي 2016-2021» للحدّ من العدوى بنسبة 90 بالمئة، والحد من الوفيات الناجمة عنه بنسبة 65 بالمئة بحلول عام 2030.
وحسب الخبراء، فإن هذا المرض يسببه فيروس ينتقل بالعدوى عن من خلال الدم فقط، عبر التعرض لكميات صغيرة من الدم، وقد تحدث الإصابة به من خلال ممارسات الحقن غير المأمونة، كتعاطي المخدرات، أو الرعاية الصحية غير المأمونة، ونقل الدم ومنتجاته ومشتقاته دون فحص، والممارسات الجنسية، وتؤدي كل هذه الأشياء إلى نقل الفيروس والعدوى التي تتدرج بين حادة ومزمنة، بينما تتراوح في الخطورة بين المرض الخفيف الذي يستمرّ لأسابيع قليلة إلى المرض الخطير الذي قد يستمر طوال العمر، ولا يوجد في الوقت الحالي لقاح ناجع ضد التهاب الكبد سي، ولكن الأبحاث تتواصل في هذا المجال، بينما توفر بعض العلاجات المتاحة حاليًا تحسّنًا جيدًا.
وعادة فإن العدوى الجديدة بالفيروس لا تكون مصحوبة بأعراض، فالبعض يصاب بالتهاب كبد حادّ لا يؤدي إلى الإصابة بمرض مهدد للحياة، وحسب بيانات منظمة الصحة العالمية، فإن ما بين 15 إلى 45 في المئة من الأشخاص المصابين يتخلصون تلقائيًّا من الفيروس خلال 6 أشهر من العدوى دون أي علاج، أما النسبة المتبقية (55 إلى 85 في المئة) من الأشخاص المصابين بالعدوى، فتتطور حالتهم إلى الإصابة بعدوى فيروس التهاب الكبد سي المزمنة، ومن هؤلاء المصابين بهذه العدوى المزمنة تبلغ نسبة مخاطر الإصابة بتشمع الكبد 15إلى 30 في المئة خلال 20 سنة.
وتتراوح فترة حضانة المرض بين أسبوعين إلى 6 أشهر، وفي أعقاب العدوى الأولية لا تظهر أي أعراض على حوالي 80 في المئة من الأشخاص المصابين، أما من تظهر عليهم أعراض حادة، فقد يعانون من: الحمى، الإجهاد، فقدان الشهية، الغثيان، القيء، آلام البطن، البول الداكن، البراز الرمادي اللون، آلام المفاصل، اصفرار البشرة وبياض العين، ونظرًا لأن العدوى لا تكون مصحوبةً بأعراض في المعتاد، لذلك يتم تشخيص عدد قليل من الحالات الحديثة، بينما تظل الحالات المزمنة بلا أعراض لعقود بعد ذلك، حيث تتطور الأعراض إلى تضرر ثانوي إلى خطير للكبد.