قد يكون من الصعب ممارسة 75 دقيقة من التمارين الرياضية القوية في الأسبوع، كما توصي الإرشادات الصحية الأخيرة، لكن الأبحاث الجديدة تشير إلى أن الأشخاص قد يكونوا قادرين على الحصول على فوائد إطالة الحياة من خلال الجري لوقت أقل بكثير.
ففي تحليل جديد لعدد 14 دراسة، تتبع الباحثون الوفيات بين أكثر من 232 ألف شخص من الولايات المتحدة والدنمارك والصين على مدى خمس سنوات على الأقل، وقارنوا النتائج مع التقارير الذاتية لهؤلاء، فوجدوا أن الأشخاص الذين قالوا إنهم ركضوا لأي وقت كانوا أقل عرضة للموت من أولئك الذين لم يركضوا على الإطلاق، وكانت الوفيات أقل بنسبة 27 في المائة لأي سبب من الأسباب مقارنة مع من لم يركضوا، وكان لدى هؤلاء خطر وفاة بنسبة 30 و23 في المائة من أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان على التوالي، وكان هذا صحيحاً حتى بالنسبة لأولئك الذين لم يسجلوا الكثير من الوقت.
وحسب الباحثون فإن التحليل هو الأحدث لتوضيح فوائد الركض على جسم الإنسان، فربما لم يعد الناس يطاردون فريسة لوجبتهم التالية كما كان يحدث في العصور الغابرة، لكن الجري لا يزال يساعدنا على البقاء على قيد الحياة، وكتمرين لوقت الفراغ فإنه يبقينا في صحة جيدة، ويوفر واحدة من أفضل الطرق لتجنب الاضطرار إلى رؤية الطبيب، وهي البقاء نشيطاً بدنياً.
وحسب الدراسة المنشورة في المجلة البريطانية للطب الرياضي، فإن 10 دقائق فقط من تمرين الركض في الأسبوع قد تكون كافية لتمديد حياتك والعيش لفترة أطول، ولكن الإكثار لا يعني دائماً تحقيق نتائج أفضل، وحسب الباحثون فإن المطالب المادية للجري تؤثر على كل أنظمة الجسم بطريقة مفيدة، فمثلاً نظام القلب والأوعية الدموية يجبره الركض على التكيف من خلال توليد المزيد من الطاقة، من خلال المزيد من الشعيرات الدموية والشرايين الصغيرة، وهذا يساعد على خفض ضغط الدم، والمعروف أن ارتفاع ضغط الدم هو سبب رئيس للمشاكل الصحية والوفاة.
كما أن الركض مفيد في الوقاية من السرطان جزئياً، لأنه يستهلك نسبة السكر في الدم، ومن ثم تموت الخلايا السرطانية التي تعتمد على السكر للحصول على الوقود، كما أن الركض يحميك بطرق أخرى لا تقاس بالضرورة في أحدث الأبحاث: عن طريق تقليل الالتهاب على سبيل المثال، الذي هو أصل الكثير من الأمراض، وتحفيز إنتاج بروتين يحسن صحة الدماغ، وقد ثبت أن النشاط البدني النشط إلى حد بعيد هو أفضل طريقة لمنع مرض الزهايمر.
والأخبار السارة للأشخاص الذين يرغبون في الحصول على أقصى المزايا في هذا الإطار بينما يقضون أقل وقت في ممارسة الركض، هي أن التمرن أكثر من 50 دقيقة أسبوعياً لا يرتبط بحماية إضافية ضد الوفاة، ولم يكن عدد المرات التي ركض فيها الناس أو السرعة التي احتفظوا بها مؤثرة طالما كانوا يواظبون على الركض، ولهذا ينصح الباحثون هنا بممارسة الركض والمواظبة عليها أياً كان صغر مقدار الوقت والمسافة والسرعة، فأي شيء أكبر من صفر هو مكان قد تجني فيه أكبر الفوائد.